محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

هل تتدخل مليشيا "حزب الله والحوثيين" للدفاع عن إيران؟

منذ 4 ساعات و 42 دقيقة

تمر إيران بوقت عصيب في مرحلة فارقة من تاريخها، حرب كانت تعد لها منذ أربعين عاماً من تاريخ نظامها الثيوقراطي، إعداد عسكري وسياسي وثقافي وفي كل أبجديات حياتها العامة وصولاً إلى أن صنعت لها جماعات وظيفية في المنطقة العربية كامتداد لنفوذها وسياستها التوسعية التي أسستها على قاعدة تصدير الثورة، فحزب الله والحوثيين والميليشيات العراقية كأدوات تنفيذية للسياسة الإيرانية في المنطقة العربية من خلالها أسقطت بلدان وانظمة وسحقت شعوب تحت وطأة الطائفية.

إن الحرب التي شنتها اسرائيل على النظام الإيراني والانكشاف السريع للضعف والوهن في هذا النظام الذي طالما خلق حول نفسه هالة من القوة التي لا تقهر والتي معها ستكون نهاية وزوال اسرائيل، إلى درجة ان الشعوب العربية اعتبرت ذلك من المسلمات الواردة وكانت تنتظر فقط التوقيت لتنطلق إيران وتضرب اسرائيل لتنهي وجودها كما تقول في شعارتها وأبجدياتها السياسية.

الضعف الكبير الذي ظهرت عليه إيران خلق حالة من الدهشة والاستغراب معاً عن حقيقة القوة التي كان يدعي النظام الإيراني امتلاكها، بعد أن ظهرت أذرعها في المنطقة بنفس الضعف والوهن، فإسرائيل سحق حزب الله وأسقطت قياداته في أيام معدودات، هذا الحزب الذي طالما هدد وأزبد وأرعد ضد إسرائيل باعتبارها "أوهن من بيت العنكبوت"، وفي جانب آخر أصابت الميليشيات الحوثية بضربات قاتلة وساحقة ظهر ذلك جلياً في مستوى تراجع الهجمات على اسرائيل.

في الظروف التي تعيشها الأذرع الإيرانية بعد الضربات القاتلة يتبادر تساؤل حول إمكانية أن تقوم هذه الأذرع بالدخول في معركة مع إيران وإسنادها، أم أن هناك عقبات وتحديات كبيرة منها التهديدات الإسرائيلية والأمريكية لهذه الأذرع في حال انها أقدمت على إسناد إيران وتخفيف الضغط عنها؟

حزب الله مقيد بالبيئة اللبنانية ولن يستطيع أن ينفذ هجمات ضد اسرائيل، ولو كانت لديه القدرة على المواصلة في القتال أنه فعل ذلك لمصلحته سابقاً وقبل أن يوقع على وثيقة استسلامه، ولديه حق في ذلك فالضربة التي تلقاها لن يتعافى منها، ولن يستطيع ان ينهض مجدداً على الأقل خلال العشرين السنة القادمة، أما الحوثيين فهم لا يزالوا يهاجمون إسرائيل بين الحين والآخر، ولكن تلك الهجمات غير مؤثرة وهي رمزية، وقد تلقوا درساً عنيفاً من الولايات المتحدة وايضاً اسرائيل، فلا يمكن أن يصّعدوا أكثر، إلا إذا كانت هناك ضغوطات كبيرة عليهم من قبل إيران، دون مراعاة للمصالح اليمنية.