عبدالله إسماعيل

عبدالله إسماعيل

تابعنى على

الكاهن المطهر بن شرف الدين.. وجه من وجوه الإمامة الزيدية في أبشع صورها

منذ 12 ساعة و 22 دقيقة

لا يُذكر اسم الإمام الزيدي الكاهن المطهر بن شرف الدين إلا مقرونا بالدم والتكفير والبطش، تطغى على سيرته نتانة العنصرية، وجريمة التكفير، وسواد السيرة.

هو أحد أكثر الأئمة الزيديين وحشية في تاريخ اليمن، تجسّدت في عهده الإمامة كأداة للنهب، والقتل والتكفير والخرافة، فاستباح اليمنيين، وكفّرهم، ونهبهم، وأذلّهم تحت خرافة "الإمام ظلّ الله في الأرض".

الكاهن ابن الكاهن

ولد المطهر في بيت كهنوتي، فهو نجل الإمام الزيدي الكاهن يحيى شرف الدين، تولّى الحكم في حياته، ثم انقلب عليه مستقلا بالسلطة منطلقا من صعدة، ليشنّ حروبا ضد اليمنيين الرافضين للخضوع لفكر الإمامة الزيدية.

لم تكن معاركه مع العثمانيين سوى فصل جانبي في مشروع أوسع هدفه ترسيخ الهيمنة السلالية على رقاب اليمنيين.

عقيدة التكفير والإقصاء

في فكر المطهر وغيره من أئمة الزيدية، لا مكان للمخالف، فكل من لا يؤمن بإمامة "ولد علي من فاطمة" فهو كافر لا تقبل له صلاة، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، فقد ورد عنه قوله:

"من لم يُسلّم بإمامة ولد علي من فاطمة فقد ردّ قول رسول الله، وهو عندنا في عداد الكفار، لا تصح له صلاة، ولا تجوز خلفه إمامة، ولا يُدفن في مقابر المسلمين." كتاب المنصور بالله - أحمد بن يحيى المرتضى 

قتل اليمنيين جهاد

لم يكتف المطهر بالنفي العقدي للمخالف، بل حوّله إلى فتوى دامغة تُشرعن القتل والسلب، وتستحلّ الدم والمال. يقول: "من خالف الإمام فقد أباح دمه وماله، ووجب على المؤمنين جهاده حتى يفيء، أو يهلك دونه." كتاب (الدر المنثور في سيرة الإمام المنصور)

وهي دعوة صريحة لإبادة كل معارض، حتى من داخل الطائفة الزيدية، إذا خالف الإمام في أدنى رأي أو اجتهاد.

جرائم حرب موثقة

تفيض كتب الزيدية الهادوية نفسها بجرائم المطهر، التي فاقت الوصف في وحشيتها:

ففي كتابه روح الروح فيما جرى في اليمن بعد المئة التاسعة من الفتن والفتوح لمؤلفه السلالي عيسى بن لطف الله شرف الدين، نقرأ أن المطهر قتل في سنة 940هـ ثمانين رهينة من خولان الطيال، معظمهم أطفال، قُطعت أيديهم وأرجلهم ثم تركوا ينزفون حتى ماتوا، لمجرد أن قبيلتهم تمرّدت، ولم يكونوا أسرى حرب، بل أرسلهم أهاليهم كرهائن تأكيدا للولاء، ثم اتجه الى هدم بيوت خولان وحرق مزارعهم وأعنابهم، ونهب أموالهم.

الف أسير يحملون رؤوس ألف

أما المجزرة الأشد وحشية، فوردت في أكثر من مصدر، يقول حفيده أحمد حسين شرف الدين في كتاب اليمن عبر التاريخ:

أمر المطهر بذبح 1300 أسير من أسرى موكل ورداع حتى بلغ الدم حوافر بغلته، ثم أمر ألف أسير آخر بحمل رؤوسهم إلى صنعاء، ثم إلى صعدة، وهناك قُتلوا أيضا فكان في كل مرة يسقط رأسان.

وفي كتاب غاية الأماني نقرأ تمجيدا للجريمة: "ولما وصلت الأسارى والرؤوس إلى المقام الإمامي المحروس، وجه الإمام ببعضها إلى صعدة، فعظم شأن هذه القضية في النفوس، وإنفاذ النافر الشموس، وقيلت فيها الأشعار الرائعة، والمدائح الفائقة."

هكذا تُروى أبشع المذابح بلغة المديح والتمجيد، في تجل مرعب لمنظومة تقدّس القتل وتفاخر بسفك الدم.

الإمام معصوم وظلّ الله 

لم يكن المطهر وأئمة الزيدية قبله او بعده، يرى نفسه حاكما بشريا، بل ظلا لله في الأرض، وطاعته من طاعة الله، يقول في المنتخب من سيرة الأئمة: "الإمام ظل الله في أرضه، وطاعته طاعة لله، ومعصيته كفر وجحود، لا يحل لمسلم أن يتولى أمرًا إلا بأمر الإمام أو من نصّبه، وإلا فهو باغٍ."

بهذا المفهوم، تُلغى الدولة، ويُلغى المجتمع، وتُصادر الحقوق، ويُشرعن البطش، ويُحرّم النقد أو المعارضة.

اليمني عقدة نقصه

كان المطهر سلاليا مريضا وعنصريا وقحا، وكان يحتقر اليمنيين، ويقدّم الجاهل من أبناء السلالة على أعلم العلماء، ورد في كتاب العيون:

"كان لا يرى لأحد من أهل اليمن فضلا، وكان يقدّم الجاهل منهم، أي من السلالة، على الفقيه اليمني، ويقول: هذا له النسب، وذاك له الحيلة!"

الحوثي يعيد إنتاج الجريمة

جرائم المطهر لم تكن شطحات فردية، بل انعكاسا صارخا لعقيدة الإمامة الزيدية الهادوية، وهي العقيدة ذاتها التي يُعيد الحوثي اليوم إنتاجها، بلغة حديثة وشعارات دينية، لكنها تقوم على الأسس نفسها: تكفير المخالف، واحتقار اليمنيين، وتقديس السلالة.

ما يفعله عبدالملك الحوثي اليوم ليس انحرافا، بل استدعاء لأكثر لحظات التاريخ ظلاما، تحت عباءة ذات الفكر، بذات النصوص، وبذات الذهنية، ولذا، فالمعركة الحقيقية ليست مع شخص أو جماعة فقط، بل مع فكر لم يُجرَم بعد، ولم يُهزم بعد.

تجريم هذا الفكر، وتفكيك سرديته، وفضح جرائمه، هو الطريق الأوحد والإجباري نحو يمن لا يخضع للسلالة، ولا يُذبح باسم الدين، ولا يُهان تحت عمامة الكهنوت الزيدي الإمامي.

#الموروث_الزيدي_الهادوي

من صفحة الكاتب على منصة إكس