نشوان العثماني
الإنصاف قبل الاتهام.. لا تُحوِّلوا النقاش الاقتصادي إلى تصفية حسابات
بشأن مجموعة هائل سعيد أنعم، المسألة تتحول دائمًا إلى تصفية حسابات منها إلى نقاش اقتصادي جاد.
الإنصاف مهم..
هذه المجموعة صمام اقتصادي مهم خاصة في ما يتعلق بالأمن الغذائي.
يمكن لأي شخص أن ينظر إلى ما في مطبخه أو متجره القريب ليدرك ببساطة حجم الحضور اليومي لهذه المجموعة في حياة الناس.
هذا الحضور إذا ما فُقد فجأة فلن تكون الفاتورة خفيفة على أحد.
هل تحتكر السوق؟
هل هناك تقصير في الالتزامات القانونية أو المجتمعية؟
هذه أسئلة مشروعة ومهمة، والمجموعة بالتأكيد ليست فوق النقد،
لكن ما لاحظته كان فقط أدوات تحريض لصالح قوى تنتظر الفراغ كما يبدو كي تملأه بطريقتها.
واللافت أن عديد الأصوات لم تتحدث عن القانون،
ولا عن الأدوات الاقتصادية،
ولا عن دور البنك المركزي أو الحكومة أو الغرف التجارية،
بدلًا من ذلك، انزلقت إلى خطاب تعبوي أقرب إلى التحشيد،
والهدف في هذه الحالة ليس تحسين الأداء الاقتصادي.
كتب أستاذنا ياسين سعيد نعمان مؤخرًا طرحًا متزنًا عميقًا ومهمًا حول إدارة هذه المرحلة، وهي محورية تمامًا في مسار المشروع الوطني الذي لن يكتمل إلا باكتمال استعادة الدولة، لكن البعض تعاملوا مع المشهد بتبسيط مخل وخطير، لم يُراعِ حساسية الوضع، ولا هشاشة رأس المال، ولا حاجة البلاد إلى بيئة استقرار.
وملخص ما كتبه ياسين، أن تحسن الريال خطوة مهمة، لكن نجاحها مرهون بمزج الأدوات الإدارية بالاقتصادية والمالية، لا الاكتفاء بالضبط الإداري.
خلاصة القول،
النقاش الاقتصادي الجاد هو ما تحتاجه البلاد الآن، لا حملات التشويه ولا تصفية الحسابات.
والحفاظ على ما تبقى من مرتكزات الاقتصاد، وفي مقدمتها الأمن الغذائي، يستدعي موازنة النقد بالمسؤولية، والاختلاف مع احترام الحقائق.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك