كامل الخوداني

كامل الخوداني

تابعنى على

الإصلاح 35 عاماً.. حزب أوغاد وطيّبون ومنافس لا غنى عنه

منذ 3 ساعات و 25 دقيقة

الإخوة في حزب الإصلاح، قيادة وأعضاء، أحيطكم علماً بأنني لم أتفق معكم أبداً منذ لحظة تأسيسكم، وفي صراع مستمر، ولم أدخل في معارك تباينات وخلافات وجهات نظر ومشادات ومهاترات كما دخلت معكم وما زلنا. وأعترف لكم، رغم كل هذا، أنني لم أختلط بأشخاص أختلف معهم في وجهات النظر والتوجّه كما اختلطت بكم وعايشتكم؛ من جاري الإصلاحي في القرية، وحتى زميلي الإصلاحي في العمل، وحتى آخر قيادي وعضو تعرفت عليه. ولم تكن لي صداقات جميلة مع قيادات وأعضاء ومنتسبي حزب آخر كما صداقتي بكم، ولم تكن علاقتي بحزب أو طرف آخر "سمن على عسل" شهراً، والشهر الثاني نختلف، إلا معكم.

أعترف لكم أنكم أوغاد،

سياسيون،

محنّكون،

خبثاء،

طيّبون،

أوفياء،

مكّارون.

صفاتنا كلنا كبشر، لكنكم رائعون، وخصوصاً قيادة حزبكم التي تجمعني بهم علاقات وطيدة وقوية، وأحترم الكثير منهم، وأعتقد يبادلوني هذا الشعور، وقلّدهم الله.

أُقرّ لكم بالتنظيم المذهل، وأنكم أكثر الأحزاب والمكونات حنكة سياسية، وترتيباً، وتخطيطاً، ودهاءً، وذكاءً، وقدرة عجيبة على المراوغة.

وما هي الديمقراطية في اليمن لولا أنكم موجودون وأقوياء؟

وما هي المنافسة إذا لم تكن جماهيريتكم ووجودكم وقاعدتكم تشكّل خطراً على منافسيكم؟

لولا وجودكم، ما ذقنا طعم الديمقراطية والمنافسة والتعددية التي نفتخر بها ونقاتل من أجلها.

في عيدكم الخامس والثلاثين وذكرى تأسيس حزبكم، أختلف معكم، وجهات نظر وتباينات، لكن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وكفانا حبل المصير الواحد المربوطين معاً بأطرافه. أعترف لكم، كخصم، بجمهوريتكم، بنضالكم، بتضحياتكم، وبتواجدكم الممتد مساحته لكل مناطق اليمن، وبعروقكم الضاربة في عمق الأرض اليمنية.

أحب هذا الحزب وأكرهه.

أحبهم كأصدقاء رائعين،

وأكرههم كمنافسين أوغاد.

في كثير من الأوقات تصل بنا المهاترات لحدها الأقصى، وعندما تعاتبني قيادتي وتوجّه لي لوم عدم التجاوز، أرد عليهم بالقول: "أنا وهم بنسد، مالكم دخل."

صدقوني، أكثر أصدقاء تجمعني بهم صداقات جميلة هم أنتم، وتحديداً القيادة العليا للحزب وصفوفها الأولى. ويهمني كثيراً هذا الحزب والحفاظ عليه وبقائه، فكما قلت: ما هي الديمقراطية؟ وما هي المنافسة؟ وما هي التعددية إذا لم يكن هذا الحزب الكبير موجوداً؟ أحياناً وجود خصمك سبب لوجودك، ولن تكون شيئاً في اختفائه.

افتخروا بحزبكم،

واحتفلوا به، وسوف نشارككم هذا الاحتفال. فشخصياً أعتبر الاحتفال بذكرى تأسيس أي مكون أو حزب، ومشاركة قياداته وأعضائه فعاليتهم، هو احتفاء باليمن الديمقراطي، احتفاء بالتعددية، احتفاء بالتنافس، احتفاء بصندوق الاقتراع، احتفاء بوجهات النظر، احتفاء باليمن الكبير بكل تنوعاته وتوجهاته؛ اليمن الذي نريد ونحب، لوحة التنوع التي يحاول البعض طمسها وتحويلها إلى لوحة ماسخة تافهة بلون واحد، بتوجه واحد، برؤية واحدة، بمشروع واحد، بطيف واحد، ونقاتل الآن جنباً إلى جنب من أجلها ومن أجل حمايتها، ليكون اليمن لكل اليمنيين، لا لطيف واحد لا يؤمن بحق الحياة للآخرين، ولا بحق الشراكة.

كل عام وأنتم وحزبكم بخير، ولن يكون لكل احتفالاتنا معنى ولا قيمة إلا عندما نحتفل بها معاً في ميدان السبعين.

وسبتمبر مجيد، لحزبكم وللجمهورية.

أصدقائي الكثيرون داخل هذا الحزب الكبير، وأعدائي الأكثر.

كل عام وأنتم بخير.

#الذكرى35_لتأسيس_الإصلاح

من صفحة الكاتب على منصة إكس