صالح أبو عوذل

صالح أبو عوذل

تابعنى على

دعوة لصناع البودكاست اليمنيين لتجاوز فزاعات الماضي!

منذ ساعتان و 12 دقيقة

نصيحة لصنّاع البودكاست اليمنيين، ومنهم الزميل بشير الحارثي:

في الجنوب شعب لم يعد تستفزه أي قضية من قضايا الماضي، لذلك فكروا في مواضيع جديدة.

أحداث 1986م مثلًا، فيها تشعبات كبيرة وأطراف كثيرة تورطت في صراعٍ على السلطة، وليس في قضية وطنية جامعة.

حديث بعض المسؤولين اليمنيين مؤخرًا عن تلك الأحداث يؤكد أنهم لم يكونوا رجال دولة، بل أشخاص مارسوا السياسة بعقلية مناطقية ضيقة.

في النهاية، كانت المسألة صراعًا على الكرسي لا أكثر. واليوم تغيّر المشهد، فالصراع لم يعد على السلطة بل على الأراضي والأحواش، دون أن تُراق فيه نقطة دم واحدة — صراع مصالح بحت.

وحين تستقيم دولة حقيقية، ستُعاد كل الأراضي المنهوبة، بما فيها أراضي المنطقة الحرة، وتُؤجر مجددًا وفق قوانين عادلة وشفافة.

اسأل أي شاب من مواليد التسعينات عن أحداث 86م، لن تجد عنده إجابة، لأن تلك الحقبة لا تعنيه.

وأنا شخصيًا كنت حينها طفلًا عمره تسعة أشهر، لكني أختصر عليكم القصة كلها:

جماعة أرادت استبدال شخص بآخر هارب، فرفض الثاني، فقرروا التخلص منه، فسبقهم هو إليهم... صراع نفوذ لا أكثر.

هو نفسه نمط الصراعات التي عرفها اليمن: صراع الإمامة والجمهوريين، والمناطق الوسطى، وصعدة، ودماج، وحتى ما يجري اليوم في تعز.

فهل لدينا اليوم مسؤول واحد يستشرف المستقبل ويضع خطة واقعية تُخرج اليمنيين والجنوبيين من دوامة الصراعات؟

أما من يصرّ على استحضار الماضي كفزّاعة سياسية، فعليه أن يدرك أن جيل اليوم لا يعرف حتى ما هو “المكتب السياسي” الذي شهد صراع الرفاق... جيل جديد يبحث عن وطن، لا عن ذكريات حروب عبثية.

من صفحة الكاتب على منصة إكس