عادل الهرش

عادل الهرش

تابعنى على

طريق النصر الزراعي.. شريان حياة يكشف الفارق بين مشروع يبني وآخر يهدم

منذ ساعتان و 31 دقيقة

في بلدٍ أثخنته الحرب والحصار، ويبحث فيه المواطن اليمني عن بصيص أمل يعيد إليه الثقة بالمستقبل، يبرز "طريق النصر الزراعي" كمشروع وطني فارق يتجاوز حدود كونه طريقاً يجري شقّه عبر الأراضي الزراعية، ليغدو عنواناً سياسياً واضحاً لمعركة اليمنيين ضد مشروع الكهنوت الحوثي الذي جعل من تفجير الطرقات وقصف الجسور وزراعة الألغام عقيدته الثابتة.

هذا الطريق—الذي يمتد من تهامة إلى تعز وصولاً إلى لحج—يشكّل تحولاً نوعياً في إعادة وصل الجغرافيا اليمنية وفتح شرايين الحياة، بعد أن أمضى الحوثي سنواتٍ طويلة في خنق اليمنيين، وإغلاق المنافذ، وتقطيع أوصال المدن، وتحويل المسافرين إلى رهائن لمشروعه التآمري وحواجزه وألغامه.

يقف اليوم الفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح على رأس مشروعٍ جمهوري مختلف، وقيادةٌ محنكة تجمع بين سلاح المعركة الذي واجه الحوثي في الميدان، وبين سلاح التنمية الذي يعيد بناء ما دمّره الانقلاب.

فبينما تواصل الميليشيا الحوثية تعطيل الطرق، وخنق حركة الناس، وتجويع المناطق الخارجة عن سيطرتها، يعمل طارق صالح على عكس المعادلة تماماً:

يفتح الطرق بدلاً من إغلاقها،

يبني الجسور بدلاً من تفجيرها،

ويحرّر الأرض ويمهّدها للحياة، لا لزراعة الألغام.

إن "طريق النصر الزراعي" ليس إسفلتاً فحسب، بل هو جواب عملي على كل خطاب الكراهية والدمار الحوثي، ودليل على أن الجمهورية لا تزال قادرة على صناعة منجزات حقيقية يشعر بها المواطن في حياته اليومية.

لم يأتِ هذا المشروع من فراغ، بل جاء نتيجة تحالفٍ تنموي صادق بين قوات المقاومة الوطنية والأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين قدموا دعماً سخياً ومتواصلاً يهدف إلى مساعدة اليمن على استعادة دولته، ودعم اقتصاده، وتمكين المجتمع من العودة إلى الحياة الطبيعية.

هذا الدعم الاستراتيجي لا يقتصر على إنشاء طريق، بل يضع أسساً واضحة لإعادة تشكيل المشهد الجمهوري في الساحل الغربي، وبناء نموذج مختلف عن نموذج الخراب الحوثي.

فبينما يستخدم الحوثي الطرق كسلاح:

يغلقها بالجدران الترابية،

يفجّر الجسور،

يحاصر المدن،

يزرع الألغام في الممرات الحيوية،

ويحتجز المسافرين ويبتزهم؛

يأتي "طريق النصر" كرسالة واضحة:

هناك مشروع يبني اليمن، ومشروع يهدمه.

هناك من يفتح الطرق للناس، وهناك من يقطعها ليخضعهم.

وهناك جمهوريون لا يؤمنون إلا بأن الطريق إلى صنعاء يجب أن يكون مفتوحاً دائماً.

يمتد هذا الطريق عبر مناطق ذات ثقل سكاني وزراعي، من سهول تهامة الخصبة، إلى مرتفعات تعز، وصولاً إلى أطراف لحج. لكن أهميته تتجاوز الجغرافيا:

يربط بين صمود أبناء تعز،

وتضحيات تهامة في مواجهة الميليشيا،

وتطلعات أبناء لحج نحو الأمن والاستقرار.

ختاماً:

"طريق النصر الزراعي" ليس مجرد مشروع بنية تحتية، بل هو مانشيت عريض لمرحلة يمنية جديدة يتحول فيها الحلم إلى إنجاز، والكلمة إلى فعل، والمشروع الوطني إلى واقع ملموس. إنه دليل على أن الجمهورية اليمنية قادرة على النهوض، وأن القادة الحقيقيين يستطيعون الجمع بين المعركة والتنمية، وأن أبناء اليمن يملكون القدرة والإرادة لفتح الطرق نحو المستقبل.

أما مشروع الحوثي فإلى زوال، لأنه قائم على الخراب، بينما مشروع الجمهورية قائم على البناء.

إنه طريقٌ للحياة… وطريقٌ للنصر… وطريقٌ للمستقبل.