همدان العليي

همدان العليي

تابعنى على

لا عداوات دائمة.. صحيح ولكن

منذ 3 ساعات و 53 دقيقة

قال لي أحدهم معلقاء على لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الروسي قائلا: 

يا همدان لا عداوات دائمة.. سيأتي اليوم الذي تقبلون فيه الحوثي.

قلت له:

خلينا نناقش كلامك بهدوء.. نقطة نقطة.

المقارنة بين علاقة الروس بالنظام السوري، وبين علاقة الشعب اليمني بجماعة الحوثي، مقارنة غير مناسبة أصلا. العلاقة بين روسيا وسوريا هي علاقة بين نظامين سياسيين في دولتين مستقلتين، لكل منهما حدوده ومصالحه وحساباته وأدواته وثقافته. إذا اختلفا، يمكن أن يغلق كل طرف بابه على نفسه وتنتهي المسألة. 

أما وضعنا في اليمن، فالموضوع مختلف تماما. العصابة السلالية ليست جارا أو دولة أخرى يمكن ضبط العلاقة معها أو حتى قطع العلاقات معها عند الاختلاف، بل هي موجودة كفيروس داخل الجسد اليمني منذ أكثر من ألف سنة وحان وقت العلاج الجذري.

موجودة كفيروس يؤصل للعنصرية ويشعل الخلافات الطائفية والمناطقية ويتسبب بحروب مستمرة ومعاناة دائمة وهذا أمر لم يعد ينكره إلا الأغبياء أو الانتهازيون.

معركتنا ضد الحوثيين ليست ناتجة عن خلافات سياسية عابرة، بل ضرورة لإنهاء معاناة مزمنة متجذرة بسبب التمييز العنصري داخل الجسد اليمني باسم "الحق الإلهي".

أي نعم، يمكن أن تنتهي العداوات، لكن لا يمكن ذلك إلا بعد زوال أسبابها. هل تعتقد بأن الرئيس أحمد الشرع سيضع يده في يد الرئيس الروسي بوتين إذا كان الأخير مستمراً في دعم بشار واستهداف السوريين؟ انتهت العداوة بين النظام السوري الجديد وبين النظام الروسي بعد انتهاء أسبابها. 

يجب أن تترك السلالة عنصريتها وينتهي الأمر بتجريم العنصرية بشكل عام تماماً كما كل المجتمعات المتحضرة.

على أدعياء الحق السماوي أن يعتذروا لليمنيين، كي لا تتكرر الجريمة.. عليهم أن يعيدوا حقوق اليمنيين وسلاح دولتهم. حينها فقط يمكن أن تبنى علاقة طبيعية على أساس المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية واحترام التنوع، بشرط أن لا تحمل أي مكونات فكراً عنصرياً أو امتيازاً سلالياً على حساب الآخرين.

هل عرفت ما هو الفرق؟!

من صفحة الكاتب على منصة إكس