محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

ألف باء الإرهاب ومراكز الحوثي الصيفية

Saturday 06 July 2019 الساعة 10:33 am

هناك أسلحة كثيرة تستخدمها الجماعات الإرهابية لتحقيق مصالحها وتنفيذ مشاريعها وخططها ولتضمن استمراريتها وبقاءها فكرياً واجتماعياً بما يبقيها ممتدة على الجغرافيا المسيطرة عليها.

جماعة الحوثي الإرهابية تستخدم اليوم سلاح قاتل يدمر المجتمع ويفككه ويفرخه من عقائده وولاءته التراتبية من الاسرة إلى القبيلة إلى الدولة إلى الوطن وتحل محلها عقيدتها الارهابية التي تتضمن قيم متطرفة وأفكار تخضع الفرد في المجتمع لفكرة واحدة متطرفة وولاء واحد ضيق وتسليم مطلق لرغبات ونزوات الارهابي عبدالملك الحوثي.

بعد ان كانت الدورات الثقافية الحوثية حكراً على الكبار اصبحت اليوم إلزامية للأطفال وذلك بعد فتح المراكز الصيفية التي تديدها جماعة الحوثي وتشرف عليها بشكل مباشر وهذا السلاح القاتل يدمر العقل الصافي عند الاطفال ويزرع فيه بذور التطرف والارهاب بشكل يخضعهم منذ طفولتهم ويجعلهم ينشئون مدججين بقناعات حب الموت والقتل الغير مبرر لكل من ينازع عبدالملك الحوثي والهاشميين الحكم والسلطة والثروة.

الطفل يتقبل كل شيء بالفطرة ولأن عقله لايزال تربة صالحة للزراعة ولايزال ينمو وتتوسع مداركه فقد استغل الحوثيين عطلة الصيف ليستدرجوا الاطفال من الشوارع ويقفوا حاجزاً بينهم وبين تمتعهم بالألعاب والحياة ومتعة الطفولة وفتحوا لهم المساجد والمراكز الدينية لتتم أكبر وأول عملية تلويث لعقول الأطفال وبذر حبوب الإرهاب والتطرف والعدائية المطلقة تحت مسميات حفظ القرآن وحب آل البيت.

القرآن وآل البيت هما وسيلة الحوثي لتوطين فكره الإرهابي السلالي في عقل المجتمع وليس هما غايته، يستخدم آيات القرآن حرفياً ويترجمها حسب تفسيره الخاص الذي يخدم مشروعه وتمكينه من الحكم والتحكم بأعناق الناس، مركزاً على آياتٍ محدودة دون التطرق إلى بقية القرآن وهذا التركيز له خلفياته التي ينطلق منها الحوثي لدفع المراهقين إلى الموت وتعبئة الاطفال بهوس اللحاق بركب من سبقوهم إلى الآخرة.

الأطفال استثمار كبير يخدم الارهاب ويستخدمه الحوثي، والمراكز الصيفية في كل بقاع العالم تختلف عن مراكز الحوثي الصيفية، ففي العالم يتم فتح الأفق أمام الاطفال من تعليم مجرد من قيم التطرف وإكسابهم مهارات تعزز في نفوسهم ثقتهم بقدراتهم على الابتكار والمساهمة في تطوير التكنولوجيا والاختراع خدمة للبشرية وقيم الحياة المشتركة وتعزيز المحبة والسلام بين ابناء المعمورة وخدمة للأوطان والارتقاء بها في كل المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية وحتى العسكرية.

بينما مراكز الحوثي تُدجّن في الاطفال مفهومية التطرف والتعصب كمسلّمة إيجابية وخلق حالات من العدائية المستمرة توصل الطفل إلى مرحلة لا يستطيع الرجوع عنها وقد أصبح إرهابياً معتق، متجرعاً جذوره التي لا يستطيع الانفكاك منها إلا بتنفيذ ما يملي عليه وتسليم نفسه للموت بعد ان يبذل كل جهوده في التخريب ويسرف في القتل.

يصنع الحوثي من الاطفال مشاريع قتلى مؤجلين إلى أن يشتد ساعدهم وتتمكن من حمل البنادق على اكتافهم، يُساقون بلا وعي أو هداية لأن عقولهم قد سلبت وأصبح الحوثي يفكر بدلاً عنهم ويملي عليهم افكاره معتقدين انها افكارهم ويرسم لهم مشروعه الارهابي معتقدين انه مشروعهم النير الذي سيخلق العالم من جديد.

كلما طال أمد الحرب وبقاء الحوثي ومشروعه الطائفي كلما ازدادت اعداد الملتحقين بمشروعه متأثرين بوسائل الترغيب بمختلف الطرق وكذلك بسبب غياب الطرف الآخر بمشروعه الوطني الشامل الداعي إلى التعايش المشترك وقيم المحبة والسلام بعيدة عن التطرف والإرهاب.

ومما أُبتلي به المجتمع اليمني أن من يسيطر على الشرعية اليمنية التي من واجبها حماية الناس من الجماعات الارهابية هي جماعة الاخوان المسلمين في اليمن "حزب الإصلاح " والتي تحمل فكراً دينياً متطرفاً لا يختلف عن فكر الحوثي اللهم إلا بالمسميات لكن النتيجة هي بواحدية المخرجات ذات الطابع الارهابي المتطرف.

التعجيل من اسقاط الحوثي سيحد من فرصه في صناعة العقول الارهابية، وسيعجل في حماية الاطفال وإعادة تأهيل من غُسلت أدمغتهم داخل وعاء الإرهاب.

إذاً نحن بحاجة إلى حسم المعركة عسكرياً وإنقاذ الاجيال من مخالب الارهاب الحوثي قبل ان يتحول المجتمع بأكمله إلى مجتمع ارهابي تعاني منه بقية الشعوب ويصبح اليمن أحد أبرز مصدري الارهاب في العالم.

في المراكز الصيفية الحوثية يتم التصنيع والتعليب وتغليف الارهاب بقوالب دينية وشعارات لا قيمة لها، وبعض الأسر لا تنتبه إلى تلك القوالب لأنها مغلفة بالدين والقرآن وهذا ما يجعلها تتساهل وتشجع اطفالها للالتحاق بهذه المراكز معتقدة بأنها تتعلم وتحفظ آيات القرآن بتجرد عن المشروع الحوثي الارهابي، والنهاية أن كل طفل يستحوذ الحوثي على عقله وتفكيره سيتحول إلى لغم ينفجر في كل شارع وبيت ومسجد ولن تسلم منه أولاً عائلته.

انتبهوا لأطفالكم يا ناس من الحوثيين حتى يأذن الله بشرعية تخلصنا منهم، شرعية تؤمن بواجباتها وان احلامكم هي اهدافها التي يجب ان تحققها في وطن مستقر وآمن ودولة لكل اليمنيين، شرعية تقاتل الارهاب والتطرف وتخلصكم من الارهاب الحوثي والارهاب الاخواني الذي يعيش على بقاء الحوثي وإرهابه.