فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

لماذا تضاعف هجوماتها العصابة الآن؟

Sunday 07 July 2019 الساعة 10:48 pm

كثفت ميليشيات العصابة الحوثية هجوماتها على مواقع مكونات المقاومة المشتركة في الحديدة، سواء المدينة أو سائر المدن الصغيرة في مديريات المحافظة، مثل حيس والدريهمي والتحيتا، والخوخة التي وصلت قذائف الكاتيوشا في اليومين الأخيرين إلى أحد مخيمات النازحين إليها.

واحدة من ردود الفعل الآنية تدور حول الخروق التي تنتهك بها العصابة اتفاق السويد، وقد أحصى العدادون منها نحو ستة آلاف خرقا منذ دخول الاتفاق حيز النفاذ. وعندي أن تواتر الهجومات في المدينة والمديريات يجد تفسيرا له في فهم قيادات العصابة لرخاوة الشرعية، وفي تدابيرها التي تصب في مجرى العصابة عينها، هذا أولا. وثانيا التقارير الإعلامية التي تحدثت عن سحب الإماراتيين معظم خبرائهم وآلياتهم من الساحل الغربي، وهي إن صحت لا شية فيها، إذ ربما رأوا أن لا  ضرورة للبقاء في الساحل الغربي بعد اتفاق السويد الذي يفترض أن لا حرب في الحديدة بعده. من جانبهم فهم رجال العصابة أن الفرصة مواتية لكسر المقاومة المشتركة بعد فقدها الحليف والداعم الأساسي، وربما يلاحظ أي مراقب وطني أو خارجي أن ميليشيات العصابة الحوثية ضاعفت هجوماتها بعد مرويات الانسحاب الاماراتي، ووسعت دائرة الهجوم، بحيث صارت المدينة ومعظم المديريات ساحات زحف وتدمير أصابا المواطنين أكثر مما أصاب المقاومة المشتركة( يطلق هذا الاسم على كل من المقاومة الوطنية- حراس الجمهورية.. ألوية العمالقة التي معظم مقاتليها من الجنوب.. المقاومة التهامية.. ألوية الوحش).

على حطام أوهام السلام: عودة إجبارية إلى "معركة الحديدة"

أزعم أن الانسحاب الاماراتي لا يعد نقطة ضعف بالنسبة لهذه المقاومة كما يعتقد قادة العصابة الحوثية، فهي قادرة على ضرب ميلشيا العصابة ضربا ماحقا لولا القيد السويدي الذي تتقيد به وحدها ولولا الرخاوة الشرعية.. تكمن المشكلة في ما ألمحنا إليه قبل بشأن موقف هذه الشرعية الذي سوف يخدم العصابة خدمة لم تكن تتوقعها، في حال بقاء هذا الموقف كما هو عليه.

بعبارة واضحة وصريحة، أرسل قادة عسكريون مخلصون للرئيس هادي رسائل واضحة قبل نحو أسبوعين تشير إلى رغبة في تفكيك المقاومة المشتركة، نكاية بحراس الجمهورية الذين لا يحب هادي رؤيتهم وهو يبلون مع رفاقهم في ساحات مناجزة العصابة الحوثية، ويسعون مع قيادات العمالقة والتهامية والوحش إلى تطوير علاقة الشراكة القائمة بين المكونات الأربع إلى مستوى تحالف، وهذا احتمال قد يعلن عنه في المستقبل غير البعيد.

لقد كان بعض المتابعين يتساءلون لماذا لم تبن الشرعية آصرة تنظيمية أو من نوع ما مع المقاومة الوطنية(حراس الجمهورية) حتى الآن، على الرغم من أن قيادة هذه المقاومة أظهرت منذ البداية احتراما للشرعية، ودائما تحرص على تجنب الخلاف، وأن لا تكون هناك خصومة ولو لفظية مع الرئيس هادي وحكومته وحزب الإصلاح حليفه؟ والآن تظهر محاولات لتجريبها حول قضية أخطر من القضايا التي شملها السؤال السابق!

في الماضي اتخذ الرئيس هادي تدابير لحرمان كل من له صلة قربى بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، من فرص القيام بأي دور عسكري أو سياسي، وحينها كان هادي- مثله مثل حزب الإصلاح-  مسكونا بقلق استمرار النفوذ الصالحي.. يبدو أن الموقف ذاك باق كما هو حتى في هذه المرحلة.. تصوروا، إن بعض رجال هادي المخلصين مهمومون في هذه المرحلة بكيفية تفكيك المقاومة المشتركة! بل يقول أحدهم إن مسألة الانسحاب الإماراتي لا تعنينا!! (إذن لتعنى به ميليشيا العصابة).

قبل أيام كان الموضوع الرئيسي في اجتماع نائب رئيس هيئة الأركان وقائد محور الحديدة، كيفية تنفيذ توجيهات الرئيس بترقيم منتسبي المقاومة التهامية. ويدرك كل من له تجربة مع الشرعية أنها ما رقمت أحدا أو ضمته إليها إلا خذلته ونكبته، والناس قد تعلموا من هذه التجربة، ولكن الهاديين غير المهتدين في عدن والرياض يعلنون عن تلك المساعي أو التدابير لقصد لا يخفى على متوسط القدرة على الفهم.. أما رجال العصابة الحوثية فيدركون أن أخطاء الشرعية مكاسب لهم، ويمكن في هذا الإطار فهم مضاعفتهم هجوماتهم على المقاومة المشتركة وعلى السكان في مدينة ومديريات الحديدة.. أما أن يقال إنها خروق لاتفاق السويد، فينم عن تفسير سطحي، ويظهر شكوى فحسب، إذ أن العصابة الحوثية قد أحرقت اتفاق السويد ولم تبق منه على شيء يمكن خرقه.