الأحداث الأخيرة المؤسفة في عدن كما كانت حزينة ومؤلمة بحجم الضحايا والخسارات الجسيمة، أيضا كانت مؤسفة في اتجاه آخر وهو محاولة الإخوان والحوثيين خلط الأوراق والدفع بتعز للمواجهة الإعلامية والشعبية ضد الجنوب والدفع بالجنوب وبعض المراهقين في عمليات عدائية ضد بعض العمال والتجار في عدن.. أشعلوا الجبهة الإعلامية بالإشاعات، واستثمروا حوادث المنفلتين الذين اعتدوا على شماليين في عدن في اليومين الماضيين.
وذهب بعض الإعلاميين والكتاب مع هذه الموجة دون تقدير العواقب، ذلك أن كل خطاب مستفز من الإعلام والمفسبكين ضد الجنوب هو خدمة غبية للحوثيين والقاعدة والإخوان، وتحريض ضد أبناء الشمال في الجنوب.
ببساطة، أمر كهذا يمكن أن يخلق نتائج كارثية أكبر مما خسرناه بموت الشهيد أبو اليمامة ورفاقه وما خسرناه في تفجيرات الشيخ عثمان وأكبر من أي خسارة..
إن تعز وعدن تحديداً هما نسيج تاريخي من قبل الوحدة، وما يجمع بينهما ليس فقط وشائج القربى واختلاط الأسر والتجارة إنما يجمع بينهما الهم المشترك والإيمان المشترك بالدولة.. كانت تعز حاضنة كل أحرار الجنوب في وقت الضيق ومثلها كانت عدن لتعز.
ويقف كل عقلاء تعز ونخبتها مع القضية الجنوبية بكل مفرداتها. كما أن نخبة الجنوب تعي ماذا تعني تعز للجنوب، وتعي خطورة صرف الأنظار عن القضايا المحورية إلى قضايا خطيرة تدفع باستعداء وتهييج لمشاعر العداء بين أبناء تعز وعدن تحديداً، ولذا ينبغي أن نحافظ على هذه اللحمة ونحذر من أي مساس بها، ونحذر من الدفع بمكر من أعداء تعز والجنوب إلى مواجهة ولو نفسية أو إعلامية بين قطبي المدنية والتحديث في اليمن: عدن وتعز، والتوضيح عبر كل الوسائل الممكنة أن ذلك يصب في خدمة المركز المدنس وفي خدمة الحوثي والإخوان والقاعدة تحديداً حتى لا يشارك البعض النقي دون وعي هنا وهناك في هذه الموجه الغبية مندفعاً عند رؤيته المظالم التي يتعرض لها بعض البسطاء والكادحين في عدن.
كما أنه من الأهمية بمكان أن تقوم الأجهزة الأمنية في عدن بتفويت الفرصة على المتربصين، ومنع حدوث أي حالات تخدش وجه عدن المدني المسالم، وتحمي الناس وممتلكاتهم وكرامتهم.
كما يجب في الاتجاه الآخر التحذير من إعلام الإخوان والحوثي وهم يصبون الزيت على النار كي تأتي النتائج كما يشتهون وكما يخططون..
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
