د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

الحوثي ونفي نسب بعض الهاشميين: تنقية السلالة أم تصفية الحسابات؟!

Wednesday 01 July 2020 الساعة 09:48 pm

يُقال إن "الجماعة الحوثية" قامت مؤخراً بمراجعة أنساب بعض البيوت الهاشمية في اليمن. ومن ثمّ نفي علاقة بعضها -مثل بيت باعلوي وبيت النهاري وبيت الأهدل- بآل البيت.!

ما هو المعيار؟!

هناك عرق علوي وسلالة هاشمية فعلاً. لكن:

علمياً: لا يمكن تمييزها. العرق النقي خرافة. هكذا برهنت البيولوجيا الجزئية فيما يتعلق ببني إسرائيل، وغيرهم من الأعراق المعاصرة التي تزعم أنها ما تزال خالصة.

عملياً: لا يمكن لشخص من بين ملايين الأشخاص الذين عاشوا قبل 1400عام. أن تكون ذريته ولو 1 : 1000 من ذريتهم اليوم.

وتاريخياً: كان إلحاق النسب بآل البيت، كما في السلالة الإسرائيلية، عملية شائعة ومقبولة من المعنيين أنفسهم لأهداف دينية وسياسية واجتماعية واقتصادية مفهومة.

كان هذا يحدث طوال التاريخ الإسلامي فيما يتعلق بالهاشميين في اليمن وغيرها، كظاهرة تُواجه أحياناً ببعض الرفض من قبل بعض الهاشميين، في بعض الفترات، وفي بعض البلدان.

في مقدمة كتابه "أبناء الإمام في مصر والشام" ذكر ابن طباطبا الحسني، "ت: 199هـ"، أنه ألفه استجابة لـ"بعض "السادة الأشراف" الذي سألوه أن يصنف لهم كتاباً في أنساب آل البيت بسبب كثرة من يدعون النسب إليها".!

لا دليل على أنه نجح في تلك المهمة، بمعاييره الذاتية التقليدية التي لا يملك الحوثيون معايير أكثر موضوعية منها، أو أقل علاقة بالحسابات الخاصة.

السؤال الأكثر وجاهة في هذا المقام:

لماذا قامت الجماعة الحوثية بهذا الإجراء تجاه بعض البيوت الهاشمية في هذا الوقت بالذات؟!

لماذا لم تفعلها خلال حروب صعدة أو في بداية التدخل العسكري الخليجي في اليمن؟!

لا شك أن هذا الإجراء لا يهدف إلى تحسين النسل العلوي وتنقية الحوض الجيني للسلالة الهاشمية من الشوائب والطفيليات.

الحوثي كائن طفيلي أصلاً، على الدين وعلى السياسة وعلى السلالة.. ولا بد أن هناك عوامل سياسية واجتماعية وبالتأكيد خصومات حديثة أو تاريخية تقف خلف هذا القرار.

في كل حال أصبح الحوثيون حكام المرحلة، والأمور آلت لصالحهم، وبالنسبة لهم انتهت الحرب تقريباً وجاء وقت التنافس على الغنائم وتصفية الحسابات الفئوية العالقة.