مروان الجوبعي

مروان الجوبعي

تابعنى على

أطفال حجة ومافيا "الشحاتة"

Monday 30 November 2020 الساعة 08:45 am

مافيا "الشحاتة" هذه ربما هي أكثر المافيات بشاعة لأنها أساساً تقوم على استغلال الأطفال والاتجار بهم والأبشع فيها أن أغلب الأسر الشريك الأساسي للمتاجرة بأرواح أبنائها.

ولفهم تكوين هذه العصابات وجدت فرصة للجلوس مع أحد "الأطفال" الذين يتم استغلالهم لممارسة الشحاتة وحاولت أن أفهم كيف ولماذا ومن أين جاءوا؟

بحسب ما فهمت من هذا الطفل أن نسبة كبيرة من الأطفال الذين يدخلون السعودية لممارسة الشحاتة ينتمون إلى محافظة حجة..

ربما من مديرية أو ثلاث مديريات الأغلبية.. وكأن الأمر تحول إلى ثقافة وسلوك حياة تتزايد أعداد معتنقيها.. وذلك بسبب مأساة الوطن والفقر الذي يدفع الناس إلى اعتناقها، وأحيانا تكون حبا وطمعا بالمزيد من المال حتى وإن كانت الأسرة لديها ما يكفيها لتعيش!

سألت الطفل لماذا وكيف جئت إلى هنا؟
أجاب إجابة مقتضبة "الفلوس اللي تبيع النفوس" وأنا هنا أتحدث عن طفل بالعاشرة من العمر وليس ذلك الطفل الذي تحدثت عنه سابقا ذو الخمسة أعوام!

الأكثر أهمية بالموضوع أن هذه العصابات ليست عصابات -تقليدية- تختطف الأطفال من أسرهم ثم تقتادهم بالقوة كما يحاول البعض تصويرها.. بل الأغلبية يذهب بإرادة الأسرة وهي بدورها تنتظر عوائد الربح من هذا الطفل المُستغل!

أفراد هذه العصابات ليسوا غرباء عن الأطفال بل هم من نفس القرية يذهب الآباء والأمهات بأطفالهم إليهم وهم بدورهم يقومون بمهمة تهريب الأطفال واستغلالهم ويتعرض هؤلاء الأطفال للاغتصاب والضرب أحيانا وتمر هذه الجرائم مرور الكرام.

المأساة أن هؤلاء الأطفال يتم القبض عليهم وترحيلهم والجميع يعلم كيفية طريقة القبض ومعاناة الترحيل.. عادة ما يتم تجميعهم في براقات كبيرة بلا فراش وشحة بالأكل وقد تصل هذه المعاناة إلى أشهر ولا يتوقف الأمر هنا بل ترسل الأسر أطفالها العائدين إليها مرة أخرى!

قصص مأساوية وسط مجتمع "الشحاتين" الذي يتكون أغلبه من الأطفال.. لكن رغم ذلك لا أحد ينتبه أو يعتبر تلك القصص تستحق الانتباه!

ستجد "الناس" يبكون من أجل طفل ببلاد "الواق واق" أن عرض على التلفاز ولن يكلف أحد نفسه لينتبه إلى ما يحدث حوله من جرائم ضد أطفال وطنه وبيئته.

هذه القصص والجرائم تتطلب لها عاصفة دولية لإيقافها وتجفيف منابعها، لكن لا توجد في بطون الأطفال مصالح ومنافع لتدعو الدولة الدول لتتحرك من أجل إنقاذهم!!!!

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك