جلال محمد

جلال محمد

جباري.. والإصرار على السقوط

Friday 28 May 2021 الساعة 03:44 pm

كباراً كنا نراهم، فقزمتهم الحقيقة والأحداث، فصغروا وما زالوا للدرجة التي باتوا فيها غير مرئيين، ولم يعد منهم سوى تلك الظاهرة الصوتية الغريبة، كونها تختفي في أوقات ينتظر الناس سماع تلك الشخصيات التي اختزلت نفسها في أدوار محددة، بعيدة في جوهرها عن الوطن والوطنية، وقريبة من دول وأجهزة استخبارية مكشوفة، عرتهم بما تطالبهم من مواقف وتصريحات وما تأمرهم بالإحجام عنه وفقاً لمصالح هذه الدولة وتلك.

فعلى سبيل المثال، مرت الساحة الوطنية بأحداث عظمى من تسليم نهم والجوف، وصولاً لمحاولة الحوثي الوصول إلى مارب، وازدياد معاناة المواطن اليمني جراء إخفاق الشرعية ومستشاريها وحكومتها في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطن، ومرت الساحة الوطنية شرقاً وغربا وجنوبا بأحداث يندى لها الجبين خلال الفترة القليلة الماضية، ولم نسمع صوتا لمستشار الدفع المسبق، وشلة حسب الله المحسوبين على الدوحة وأنقرة، والمنسجمين مع رؤى وأفكار وتخندق جماعة الإخوان في اليمن -حزب الإصلاح-، لم نسمع لهم صوتا يندد بالخيانات الوطنية في جبهات القتال، وكيف وصل الحوثي إلى تخوم مدينة مارب؟

ولم يكلفوا أنفسهم السؤال عن الجيش الجرار وأين أفراده وقياداته من معركة الدفاع عن الجمهورية، ولماذا تحول جهده القتالي من تخوم صنعاء إلى تخوم أبين؟!

لم ولن تتساءل تلك القيادات الصوتية، لأن السؤال ممنوع، وخط أحمر يمنع عليهم تجاوزه، ما دام ما يجري يلبي طموحات الممول، ويسير وفق ما تم رسمه من قبل أجهزة الاستخبارات القطرية والتركية والإيرانية، فدور تلك القيادات التي كنا نراها كبيرة محصور في جعلهم مخزونا للتصريحات ومكبا لكل نفايات العقل السياسي المعتل، لا يرون ولا يعقلون ويرفضون إعمال العقل ولو مرة واحدة في حياتهم المغيبة عن المنطق والقيم والمبادئ.

وكم هو مخز أن يصمت السياسي عن أمور مصيرية لوطنه وشعبه، ويكرس جهده ووقته ومكانته للمناكفات التي لا ناقة لليمن وشعبها ولاجمل، كما هو مخز أيضاً أن يتلون السياسي ألف مرة ليس خدمة لمصالح وطنه العليا، بل تلبية لجشعه وفساده وحب الثروة التي جعلته مطية لمن يدفع أكثر، وهذا ما يقوم به عبدالعزيز جباري، الذي يصر على التقزم، والبقاء مطية بلهاء.