منذ أن اعتلى الحزب الديني السلطة في تعز، تحولت تعز من مدينة الثقافة إلى مدينة السجون السرية، والمقابر الجماعية، ولا يزال حوش مؤسسة المياه، وسوق الصميل شاهدين على مقابرهم الجماعية، كما لا تزال المدارس والمؤسسات الثقافية والمستشفيات الخاصة شاهدة على سجونهم السرية، في تعز لا توجد ثلة فاسدة فحسب بل عصابة إجرامية تخضبت واغتسلت بالدماء، في تعز أصبح المقر الرئيسي للسلطة المحلية بالمحافظة سجنا يتبع محور تعز وألويته العسكرية، في تعز لا صوت يعلو فوق صوت البيادة العسكرية أو بالأصح فوق صوت الحزب الديني ومليشياته المسلحة، في تعز صارت موارد السلطة المحلية موردا أساسيا من موارد الحزب الديني ومحوره العسكري.
عموما نحن ليس ضد استئصال الحزب الديني أو أي مكون سياسي آخر، كما قد يفهم البعض.. على أي حال، نحن ضد فساد الحزب الديني واغتصابه للسلطة مستقويا بقوة السلاح، وكلنا نعرف بأن تعز اليوم لا تخضع لسلطة أحزاب مدنية حقيقية، تعز اليوم تخضع لسلطة العسكر الفاسدة التي عطلت المجالس المحلية والأجهزة الرقابية من مهامهما، وأخضعت السلطة المحلية والقضائية لسلطتها العسكرية.
تعز اليوم بحاجة إلى إصلاح المؤسسة العسكرية وايجاد جيش وطني مهني حقيقي يعرف اختصاصته… ما هو حاصل اليوم في تعز من فساد مستشر انعكاس لسلطة عسكرية فاسدة عكست نفسها على كل المؤسسات المدنية وأخضعتها لها.
لهذا نرى بأن تعز اليوم بحاجة لجيش وطني مهني قبل شيء يبدأ يحرر بيوت المواطنين المغتصبة، ويحرر المختطفين والمخفيين من داخل الثكنات العسكرية.
اليوم أبناء تعز بحاجة إلى إعادة النظر بجميع التركيبة العسكرية الحالية، وتجنيب المؤسسة العسكرية من التدخل في فرض وصاياها ونفوذها على المؤسسات المدنية والايرادية، كأول خطوة نحو التصحيح، ما لم نستطع رفع وصايا العسكر على صلاحيات المؤسسات المدنية لن نستطيع إصلاح المؤسسات المدنية.
