عبدالسلام القيسي

عبدالسلام القيسي

تابعنى على

تطرف الإصلاح وإرهاب العديني يخنقان تعز

Saturday 24 July 2021 الساعة 08:15 pm

حزب الإصلاح يسيء لنفسه..

قالوا: نحن من يصفهم بالملشنة والتطرف والارهاب ويتهموننا في تبجيد التقارير ضدهم للمنظمات وللجان الخبراء وأنهم براء من ذلك!

 ونحن ابرياء من التهمة، من يتهم الاصلاح بالتطرف؟

الاصلاح يتهم نفسه.

اليوم ماريا قحطان بموكب كبير تجوب شوارع الحوبان، حيث الانقلابي الكهنوتي كرسالة مضمونها التطرف في مدينة تعز الشرعية، وبذات اليوم منعوا في تعز الشرعية مكتب الثقافة من إكمال مهرجانه الثقافي وعمار العزكي من الغناء في مساءات العيد!

صحيح، الكهنوت متطرف أكثر، لكنه أقتنص الفرصة ليظهر للعالم مدنيته بعد منع سلطة تعز المحلية للعزكي وأظهرونا متطرفين ولا أقل!

فمن يتهم الاصلاح بالتطرف؟ الاصلاح نفسه.

كان يمكن لسلطة الأمر الواقع في تعز. وإن لم ترد المهرجان وقد مر منه يومان أن تستسيغ، غصبا عن نفسها، إكمال اليوم الأخير حفاظاً على سمعة تعز أمام العالم كله.

نصيحة للاصلاح من وسط مدينة تعز: إما وتتعلموا ابجديات الحكم والا تنحوا جانباً.

نحن نريد الخير لتعز، تفاعلنا مع المهرجان وحضورنا من باب محو الصورة التطرفية الارهابية عن تعز التي تلطخت بها في هذه السنوات الأخيرة، وننجي الاصلاح من تهمة التطرف والارهاب بمهرجان يجمل المدينة، لكن هناك احتمالين: 

الأول: إن هناك لاعبا خفيا يخدم الكهنوت ويستغل غباء حزب الاصلاح.

الثاني: إن الحزب يريد أن يظهر وجه المتطرف ويقول: أنا إرهابي.

أما نحن فلو اردنا بهم السوء لما جعلنا من مهرجان العيد ايقونة جميلة لكل العالم.

*  *  *

مدينة محاصرة

كان الجميع قبل الحصار يغادرون الى أريافهم وأهاليهم لقضاء اجازة العيد، والآن هم في كيلوهات قليلة بين الخوف والحصار والقصف والموت والفوضى، وكان مهرجان القاهرة هو المتنفس الوحيد لمدينة بلا متنفس أو باب يؤدي بمواطنيها الى السلو والفرحة العيدية.

لماذا تمنعون الفرح العيدي في تعز؟

تقولون إن القلعة مهددة بالانهيار من اكتظاظ الجماهير وهم في الحقيقة ليسوا برأس القلعة بل بالأرضية السفلى، حيث الزوائد التي تم بناؤها اثناء ترميم علي عبدالله صالح للقلعة.

تقولون ميدان الشهداء معرض للقصف!

المدينة كلها في تعز معرضة للقصف، وتعز كلها تحت نار الحوثي يستهدف من شاء ومتى شاء من السجن النسائي الى المؤسسات والى المنازل والى كل حي في مدينة تعز وكل بيت.

تقولون نادي الشهداء معرض للقصف وفي الأشهر الماضية حدثت احتفالية وتدشين اكاديمية الرياضة وجماهير كثيرة في شهداء تعز رغم أن الحوثي قبلها بأسابيع استهدف مدربا وطفله الى الملعب، لما هذا التناقض؟

كلها أكاذيب وخرابيط، ثمة محاولة لزج الصراع بين مكتب الثقافة ومكتب الرياضة.

يريد الحزب (حزب الاصلاح) سحب جماهيرية الثقافة الى الرياضة ولدواعٍ حزبية سياسية وشعبية.

أتيت من المخا بعد سنتين للتنفس بتعز.

كان صعودي الأول الى القاهرة كئيباً بسبب الذي حدث هناك والحجرة والجزرة والشبهة والشبهات ثم تفركشت الصورة التعزية من أمامي وضيفي وتمزقت ثقافة تعز الحالمة.

لله يا تعز، كم نحبك وكم تحاولين الفرار!

*   *  *

لا ادري كيف وقف الشيخ عبدالله احمد علي كل سنواته وهو ينشط في الانتخابات ويؤيد ويترشح ويفوز ويقسم تحت قبة البرلمان على النشيد والواجب الجمهوري ويمارس المبادئ الحداثية ويتشدق بأهداف الثورة التي أحد بنودها المدنية والديمقراطية والقانون الدولي!

لا أدري كيف كان يفعل ذلك كله وهو الذي يخطب من منبره على تحريم كل شيء، ضد كل شيء، وتناسى تدافع النساء في دائرته الانتخابية والاختلاط الانتخابي في المدارس بين نساء ورجال بلدته لأجل اعطائه صوت الوصول الى مقعد وراتب ووجاهة البرلمان.

اذا كان صوابا ما يفعله الآن فهل نصف حياته، الأول، كان خطأً؟

*  *  *

سامحنا يا عمار العزكي...

لا أعرفك، لونك الغنائي ولون كل فناني الحداثة لا يعجبني ولا أسمعه، فأنا أعلم أنك من الكبار ولك محبوك في الوطن العربي كله وفي تعز، لكنني بذوق كلاسيكي، تعز التي قاتلت كي تكون أنت بصمة العيد وتعز التي واجهت وجمهورك الذي شد وشد من أجلك ولكن في هذه المواقيت ينتصر الظلام كل مرة وينهزم الضوء.

سامحنا يا عمار، خذلتنا هذه المدينة ونحن ابناء المدينة قبل أن تخذلك.

من المعيب هذا التعامل الفج معك رغم ان الحضور في اليومين المنصرمين كان خرافياً فلتدرك أن تعز لم تفعلها ولكن من أوقفك!

الجميع يعلم. 

أشعر بالحرج الكبير منك، يا كبير.

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك.