لي 31 عاماً في الاغتراب شهدتُ عن بعد، الوحدة اليمنية، اجتياح الكويت، وعاصفة الصحراء، وحصار العراق، وسقوط مقديشو كنتيجة للحرب بين الفصائل الصومالية، وحرب 94 في اليمن، وحروب جنوب لبنان، والحرب الأهلية في الجزائر، وأيضاً الصراع في السودان، وصعود القاعدة وأحداث 11 سبتمبر، وسقوط بغداد وأفغانستان، وتقسيم السودان، والربيع العربي وتدمير ليبيا، وسوريا، واليمن والعراق، وخروج داعش، وسقوط صنعاء وإعلان الحرب في سوريا والعراق واليمن وليبيا، ونزوح ملايين العرب من لبنان والعراق والصومال وسوريا إلى الغرب وليس إلى مكة أو الخليج كلاجئين.
وهذا فقط فيما يخص بيئتنا القريبة، وكل حدث رمى بظلاله علينا وعلى أنفسنا، وترك أثراً فينا يعكس إرهاقاً لنا منذ عقود.
وبدلاً من التحصيل العلمي كنا نجد أنفسنا غارقين بهذه الأحداث في نقاشنا، فكراً وعاطفياً، كنا نجد أنفسنا متضررين بشكل أو بآخر، مما جعلنا جيلاً أرهق نفسه بالتفسير والتنظير والتبرير.
ويمكن توصيفه أنه جيل المعاناة والانهزامات، حيث لم ننتصر في ال31 سنة الأخيرة في كل المنطقة العربية إلا بمعركة واحدة، وهي معركة تحقيق الوحدة اليمنية، والتي ندمرها كل يوم بسلوكنا أكثر بدلاً من إصلاح الاختلالات لأهم حدث في المنطقة.
ولذا أجد نفسي متمسكا بها كونها هي الحدث الأكبر والأهم في كل المنطقة العربية لنا، التي تجعلنا نؤمن اننا نستطيع أن نكبر ونصنع حدثاً.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
