ضبط أكبر شحنة أسلحة للحوثي.. هلع طهران على آخر أوراقها بالمنطقة
السياسية - Thursday 17 July 2025 الساعة 10:07 pm
أحدث إعلان المقاومة الوطنية عن ضبط أكبر شحنة أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي، اهتمامًا وجدلاً واسعًا في الأوساط المحلية والدولية حول تفاصيل وخلفيات وتداعيات الحادثة غير المسبوقة.
وكشف العميد طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية، الأربعاء، عن عملية بحرية غير مسبوقة جرى خلالها ضبط شحنة ضخمة من الأسلحة والمعدات الإيرانية في البحر الأحمر، كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي الإرهابية.
وقال العميد طارق صالح، في تدوينة على حسابه بمنصة "إكس"، إن العملية التي نفذتها البحرية التابعة للمقاومة الوطنية، بعد رصد دقيق ومتابعة استخبارية محكمة، قادت إلى ضبط شحنة تزن نحو 750 طنًا من الأسلحة النوعية، كانت على متن قارب صيد يُعرف محليًا بـ"جلبة".
وأوضح أن الشحنة المضبوطة تضمنت منظومات صاروخية بحرية وجوية، ومنظومة دفاع جوي، ورادارات حديثة، وطائرات مسيّرة، وأجهزة تصنت متطورة، وصواريخ مضادة للدروع، ومدافع من نوع "بي-10"، وعدسات تتبّع، وقناصات، وذخائر حربية متنوعة.
مقطع الفيديو والصور التي نُشرت للعملية، وما تم ضبطه من كميات ضخمة تضم تشكيلة واسعة من الأسلحة والمعدات النوعية والاستراتيجية، أثارت التساؤلات حول المجازفة الإيرانية بتهريب هذه الكمية غير المسبوقة إلى مليشيا الحوثي.
وبحسب مهتمين بعمليات التهريب الإيرانية للأسلحة إلى مليشيا الحوثي في اليمن، تُعد هذه الكمية هي الأضخم، بل إنها تفوق بأضعاف أكبر شحنة أسلحة وذخائر إيرانية تم ضبطها سابقًا، وهي سفينة "جيهان" التي تم ضبطها عام 2013، وكانت تحمل 48 طنًا فقط.
وتحرص عمليات تهريب الأسلحة من قِبل النظام الإيراني إلى أذرعه في المنطقة على عدم المجازفة بإرسال كميات كبيرة، خشية من ضبطها، خاصة في البحار التي تعج بالقطع البحرية العسكرية الغربية، وعلى رأسها الأمريكية، التي تسعى إلى إحباط هذه العمليات.
ما يجعل من هذه الاندفاعة الإيرانية والمجازفة بإرسال هذه الكمية الضخمة من الأسلحة، وبعضها نوعية، مرتبطًا بالتداعيات والتطورات التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الماضية، والتي أسفرت عن خسائر قاسية لطهران ولمشروعها في المنطقة، بسقوط أهم أعمدة هذا المشروع.
السقوط الأول والأهم كان بتصفية قيادات حزب الله اللبناني على يد إسرائيل في سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي، ليُجبر الحزب بعد شهر واحد على توقيع اتفاق أشبه بالاستسلام، يتضمن نزع سلاحه بالكامل من الجنوب، مع إطلاق يد إسرائيل لتنفيذ هذا الاتفاق.
وفي مؤشر مهم على الحال الذي وصل إليه الحزب، كشفت تقارير إعلامية مطلع الشهر الحالي، عن مصادر داخل الحزب، أنه يُجري ما وُصفت بـ"مراجعة استراتيجية كبرى" تتضمن التخلي عن السلاح الثقيل، وخاصة الصواريخ والمسيّرات، والتحول أكثر نحو الحياة السياسية.
وهو أمر ظلت القوى اللبنانية تطالب به منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 35 عامًا، إلا أن الحزب كان يعتبر ذلك ضربًا من المستحيل، وطالما هدد بتفجير الحرب الأهلية إذا تم المساس بسلاحه.
الخسارة الثانية التي تلقتها طهران، جاءت صبيحة اليوم التالي للإعلان عن اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله، بتحرك قوات المعارضة في سوريا وإسقاطها خلال 11 يومًا لنظام بشار الأسد الموالي لطهران، رغم وجود الآلاف من المليشيات الإيرانية داخل البلاد، في ضربة موجعة لا تقل عن الخسارة في لبنان.
خسارة طهران في لبنان وسوريا أنتجت خسارة أخرى بفقدانها ورقة المليشيات الموالية لها في العراق، بعد أن دفعتها هذه التطورات إلى الإيعاز لتلك المليشيات بالانحناء للعاصفة حتى لا تفقد طهران جدار الحماية عنها. ورغم ذلك، تواجه هذه المليشيات ضغوطًا داخلية، مدعومة بضغوط أمريكية وغربية، لنزع سلاحها وحلّها.
مشهد الخسارة الإيراني من لبنان وسوريا وصولًا إلى العراق، وهو ما أُطلق عليه عام 2003 "الهلال الشيعي"، يجعل الآن من مليشيا الحوثي في اليمن الورقة الأخيرة المتاحة للنظام في طهران، في مواجهة أمريكا وإسرائيل، خاصة بعد الضربة العنيفة التي تلقاها في الهجوم الإسرائيلي الشهر الماضي، والذي استمر 12 يومًا، واختُتم بمشاركة أمريكية لمساعدة تل أبيب في تدمير المنشآت النووية الإيرانية.