إسرائيل تتوعّد الحوثيين بـ"مصير إيران"
السياسية - Monday 21 July 2025 الساعة 10:17 pm
في تصعيد عسكري جديد، شنت إسرائيل هجوماً على ميناء الحديدة غرب اليمن، استهدف مواقع وأهداف قالت تل أبيب إن ميليشيا الحوثي الإيرانية تستخدمها كمنصات لإطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل وممرات الملاحة الدولية.
ونقلت هيئة البث العبرية والقناة 14 عن مصدر عسكري إسرائيلي أن العملية نُفذت بطائرات مسيّرة، وليست مقاتلات حربية، مشيراً إلى أنها المرة الثانية التي لا يُستخدم فيها سلاح الجو في الهجمات على اليمن، بعد أن نفّذت سفن الصواريخ البحرية الهجوم السابق على الميناء ذاته.
وأطلق الجيش الإسرائيلي على هذه العملية اسم "الضفيرة الطويلة"، في سياق حملة عسكرية متواصلة كانت قد بدأت بهجوم سابق حمل اسم "الراية السوداء"، وتستهدف بشكل خاص ميناء الحديدة، الذي بات هدفاً متكرراً.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الهجوم طال أهدافاً عسكرية حوثية داخل الميناء، من بينها معدات ترميم هندسية، وخزانات وقود، وسفن تُستخدم لأغراض عسكرية، فضلاً عن بنى تحتية تُستخدم كمنصات لشن الهجمات على إسرائيل والسفن الدولية.
من جهته، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسراييل كاتس على أن الحوثيين "سيدفعون ثمناً باهظاً لإطلاقهم الصواريخ على إسرائيل"، مشيراً إلى أن القانون الذي تتبعه تل أبيب في اليمن هو نفسه القانون المتبع ضد طهران.
وقال كاتس في بيان: "قام جيش الدفاع الإسرائيلي بقصف أهداف إرهابية تابعة للنظام الحوثي الإرهابي في ميناء الحديدة، وسنمنع بالقوة أي محاولة لإعادة تأهيل البنية التحتية الإرهابية التي تم استهدافها سابقاً".
وأضاف محذراً: "كما سبق وقلت بوضوح، سيلقى اليمن مصير إيران إذا استمر الحوثيون باستخدام أراضيه ومنشآته لضرب إسرائيل".
وتُظهر طبيعة الأهداف المستهدفة أن جماعة الحوثي حولت مرافق الميناء الحيوية إلى ثكنات عسكرية ومنصات إطلاق لطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، ما يجعل البنية التحتية المدنية عرضة للاستهداف، ويضاعف من المخاطر على النشاط التجاري والإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وقال مسؤول في موانئ الحديدة إن الهجوم الأخير أدى إلى تدمير رصيف أعيد بناؤه مؤخراً، إضافة إلى أضرار كبيرة في أرصفة أخرى، شملت يختاً بحرياً، جرافة، خزانات ومعدات إصلاح، مؤكداً أن البوارج الإسرائيلية "استهدفت القدرة التشغيلية لميناء الحديدة بهدف إيقافه نهائياً".
وبحسب مصادر ملاحية، فقد دمّر القصف 5 أرصفة رئيسية من أصل 8، يبلغ طولها الإجمالي 1461 متراً، إضافة إلى رصيفين بطول 250 متراً مخصصين لتفريغ المشتقات النفطية، وهي أرصفة حيوية لتزويد المناطق الخاضعة للحوثيين بالوقود.
ويُعد هذا الهجوم هو الثاني من حيث العنف بعد غارات 6 يوليو الجاري، التي أسفرت عن تدمير شامل لأرصفة تفريغ البضائع، وأضرار كبيرة في الهناجر والمرافق الفنية داخل الميناء.
ويرى مراقبون أن التمادي الحوثي في عسكرة المنشآت المدنية، لا سيما الموانئ، يُعرّض اليمن لعقوبات دولية ومزيد من الهجمات، ويدفع البلاد نحو انهيار اقتصادي وإنساني خطير، خصوصاً مع اعتماد ملايين اليمنيين على واردات الحديدة من الغذاء والوقود.