11 سبتمبر: من القاعدة إلى الحوثي.. أوهام الانتصار بلا مشروعية!
السياسية - منذ 3 ساعات و 12 دقيقة
اليوم 11 سبتمبر، ذكرى أكثر الأيام رعبًا وسوءًا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية منذ الحرب العالمية.
اليوم الذي احتفى بالنصر فيه فكر الجهاد الذي لا يؤمن بالدول، ويرى جماعاته صاحبة حق وقدرة على تمثيل الأمم والشعوب بدون مسؤولية أو التزام للناس.
ويرى الجماعة صاحبة حق فوق الدولة والشعب معًا.
وبين طرفي المعركة خلال السنوات، طُحنت دول وقُتل آلاف البشر.. منهم أفرادًا كانوا مكاسب لمن انتموا له.. ذكاء وإرادة وإخلاصًا.
مئات من الذين انتموا لتنظيم القاعدة كانوا نماذج يُقتدى بها في كل تفاصيل حياتهم: شجاعة، والتزامًا، وتضحية، وتأهيلًا.. لكنهم ذهبوا ضحية الاتجاه الخطأ للفكر كله بكل تنظيماته.
وخسر الطرف الآخر بكل دوله وأجهزته كفاءات وقدرات أيضًا.
ودفعت العائلات أثمانًا باهظة ووجعًا لا حدود له..
والنتيجة: لا شيء..
رماد.
بل مزيد من اختلال موازين القوى بين دولنا العربية والإسلامية مع بقية العالم، لولا جهود بعض دول وطنية تماسكت ونأت بنفسها عن أدوات هذا الفكر، وشدت مجتمعها لحيث أمر الله: بناءً، وعمرانًا، وسلامًا، ورشدًا.
ويمنيًا، في الوقت الذي كان الجميع يراقب معارك القاعدة في مأرب وأبين ورداع وصولًا إلى عرضي صنعاء، كانت إيران تبني وجهًا آخر أكثر ظلامية في الجهة الأخرى من المجتمع شمالًا، حيث تتوفر بؤرة يمكن الاتكاء عليها، فكان الحوثي.
واليوم، يسيطر الحوثي على السلطة في شمال اليمن، ويعبث بمصير 20 مليون يمني بذات الفكرة واللغة التي كانت تتحدث بها القاعدة عن المعركة والانتصار على أمريكا وإسرائيل.
ترسل إيران باسم الحوثي صاروخًا إلى فضاء إسرائيل.. يحدث فرقعة، وما عسى يفعل صاروخ واحد في مكان قُصف بألف صاروخ قبل شهرين ولم يُصب بأذى.
لكن هكذا يريد الحرس الثوري..
ثم حين تتحرك آلة الموت الإسرائيلية إلى اليمن تجد فراغًا تستهدف منه ما تشاء.. وثم لا يملك الناس أي مؤسسات حماية: لا دفاع، ولا إنقاذ، ولا حتى مرافق طبية، وقبل هذا وذاك يضربهم الجوع والفقر من كل جانب.
وكما قالت القاعدة قبل 25 سنة، يقول الحوثي اليوم: قصفنا، ضربنا، أوجعنا.
ماذا تحقق؟
لا شيء.. كراحة معنوية في معارك جهل وصلف باسم الجهاد من جماعات لا تملك المشروعية التي تمثل بها مصالح مواطنيها.
منطق هذه الجماعات: إسرائيل تقتل غزة، إذا فلماذا لا تقتل بيروت وصنعاء أيضًا.
بالنسبة لطهران لا، فيها دولة لها حساباتها.
صبيانية يديرها الحرس الثوري بقصد.
تحمي إيران نفسها، وتعيث باليمن فسادًا، وها هي اليوم تتجه نحو الصومال بعد أن فشلت في سوريا والعراق، وهُزمت في لبنان.
أما فلسطين، فغزة اليوم تريد خبزًا وماءً لكي تبقى حيّة..
وهو ذاته الذي تحتاجه صنعاء أيضًا.
وليس لدى طهران سوى سلاح تؤجره لأطراف الصراع العالمي وتنشره في بلداننا.
ويذهب اليمني كالفلسطيني ضحية هذا الفكر الإرهابي الذي يظن أنه يُحسن صنعًا.