وفاة وإصابة 280 شخص و380 ألف متصرر .. أمطار وفيضانات تعمّق مأساة اليمن
متفرقات - Friday 19 September 2025 الساعة 07:14 pm
كشف تقرير أممي حديث حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت باليمن جراء موجات الفيضانات والأمطار الغزيرة التي ضربت عدة محافظات منذ أغسطس الماضي، في وقت يرزح فيه البلد تحت وطأة حرب مدمّرة وأزمة إنسانية هي الأسوأ عالميًا.
وأشار تقرير حديث صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، إلى أن عدد الذين لقوا حتفهم منذ بداية أغسطس الماضي 182 قتيلاً وأكثر من 100 مصاب، إلى جانب تضرر نحو 380 ألف شخص في مختلف المحافظات.
أوضح التقرير أن الأمطار والفيضانات اجتاحت 143 مديرية في 20 محافظة يمنية، مخلفة دماراً واسعاً في البنية التحتية، من طرق رئيسية وجسور إلى منازل ومدارس ومرافق صحية حيوية. لافتًا إلى أن أكثر من 55 ألف أسرة (ما يعادل 387 ألف شخص) فقدوا جزءًا أو كل ممتلكاتهم، فيما انهارت آلاف المنازل الطينية وتضررت عشرات المدارس والمراكز الصحية، ما زاد من عزلة القرى والمناطق النائية عن الإغاثة والمساعدات.
إلى جانب الخسائر البشرية، طالت الكارثة المحاصيل الزراعية ومصادر سبل العيش لمئات آلاف المزارعين، في بلد يعتمد نصف سكانه تقريباً على الزراعة كمصدر رئيسي للرزق. هذا الدمار ضاعف– وفق خبراء– حدة الأزمة الغذائية في اليمن، حيث يواجه ملايين السكان مستويات قياسية من الجوع الحاد وانعدام الأمن الغذائي.
ولم تقتصر الكارثة على الخسائر المادية فحسب، بل كشفت الأمم المتحدة عن مخاطر أمنية وصحية خطيرة. فقد جرفت السيول كميات من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة إلى مناطق مأهولة، ما ينذر بكارثة إنسانية جديدة في بلد يُعد من أكثر بلدان العالم تلوثاً بالألغام. كما أدى انهيار شبكات الصرف الصحي وتضرر مصادر المياه إلى مخاوف من تفشي أمراض معدية مثل الكوليرا وحمى الضنك، في ظل ضعف النظام الصحي وقلة الإمكانات.
ورغم التدخلات الطارئة لبعض وكالات الإغاثة، إلا أن الاستجابة ما تزال دون المستوى المطلوب. مكتب (OCHA) حذّر من أن استمرار الأمطار الموسمية قد يفاقم الأوضاع الإنسانية، داعياً المانحين إلى زيادة الدعم العاجل لتوفير المأوى والغذاء والخدمات الطبية للمجتمعات المتضررة.
يرى مراقبون أن ما يحدث اليوم يكشف هشاشة البنية التحتية وغياب خطط الطوارئ في بلد مزقته الحرب والصراعات الداخلية. فاليمن الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم يجد نفسه الآن في مواجهة كوارث طبيعية متكررة تزيد من معاناة ملايين النازحين والفقراء، وتضع السلطات المحلية والمنظمات الدولية أمام تحديات إنقاذ عاجلة.
ويؤكد المراقبون أن هذه الفيضانات ليست مجرد حادثة موسمية، بل جرس إنذار بضرورة الاستثمار في مشاريع حصاد المياه، وتطوير قنوات الصرف، وتعزيز قدرات الاستجابة السريعة، حتى لا تتحول كل موجة مطر إلى كارثة إنسانية شاملة.