توعدٌ إسرائيلي بضرباتٍ قادمة وسط عجزٍ حوثي أمام تداعيات الاختراق الأخير

السياسية - منذ 3 ساعات و 33 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

توعدت إسرائيلُ ميليشيا الحوثي في اليمن باستهدافها مجدداً، وسط استمرار عجز الأخيرة في التعامل مع تداعيات الاختراق الأخير الذي تعرّضت له بالاستهداف لقادتها من قبل تل أبيب.

حيث وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديداتٍ إلى ميليشيا الحوثي في اليمن، متوعداً ضمنياً بشنّ هجماتٍ جديدة ضدها، وذلك بعد أسابيع من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي رعته الولايات المتحدة.

وقال كاتس، في كلمةٍ ألقاها خلال حفل تخريج دفعةٍ من ضباط الجيش الإسرائيلي بقاعدةٍ عسكرية، إنّ "إسرائيل لم تقل كلمتها الأخيرة بعد، وسيدفع الحوثيون ثمناً باهظاً"، وفق ما نقله الإعلام العبري.

وأضاف: "الحوثيون سيدفعون ثمناً باهظاً نتيجة محاولاتهم المتكرّرة لضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية"، في إشارةٍ إلى الهجمات التي شنّتها ميليشيا الحوثي على الداخل الإسرائيلي بالصواريخ والطيران المسيّر خلال الحرب على قطاع غزة.

هذه التهديدات الإسرائيلية، التي تحمل ضمنياً توعّداً بشنّ هجماتٍ جديدة على ميليشيا الحوثي، تأتي في ظل استمرار التداعيات التي تواجهها الميليشيا جراء الهجوم الذي شنّته تل أبيب واستهدف قياداتٍ بارزة للمليشيا في صنعاء أواخر أغسطس الماضي.

الغارات التي استهدفت حينها ثلاثة مبانٍ سكنية في منطقة حدة جنوبي صنعاء، طالت اجتماعاتٍ لقياداتٍ أمنيةٍ وعسكرية، وآخر لحكومة الميليشيا التي تكتمت حينها على هذه الغارات وأهدافها.

إلا أنّ تسريبَ مصادرٍ مقرّبة من رئيس حكومة الميليشيا، أحمد الرهوي، عن استهدافه بالغارات، أجبر الميليشيا بعد أيامٍ من القصف على الإقرار باستهداف اجتماع الحكومة ومقتل الرهوي وسبعةٍ من وزرائه.

وحاولت الميليشيا حينها التقليل من أهمية استهداف حكومتها وتعرّضها لاختراقٍ استخباري على يد إسرائيل، بالقول إنّ الاستهداف جرى لعناصر مدنية تعمل في خدمة المواطنين، وإنّ تحركاتها ليست سرّية.

هذه الرواية الحوثية جاءت محاولةً لدحض التقارير التي أكدت حينها أنّ الغارات استهدفت مبنيين آخرين كانا يضمان اجتماعاتٍ سرّية لقياداتٍ عسكريةٍ وأمنيةٍ بارزة في صفوف الميليشيا الحوثية.

وأوردت تلك التقارير أسماء أبرز القيادات العسكرية والأمنية المستهدفة بالغارات، وعلى رأسهم وزير الدفاع في حكومة الميليشيا، محمد العاطفي، ووزير الداخلية عبدالكريم الحوثي، ورئيس أركان الميليشيا محمد الغماري.

ليأتي إقرار الميليشيا قبل أسبوعين بمصرع الغماري، مؤكداً صحة تلك التقارير، في حين لا يزال الغموض يحيط بمصير باقي القيادات التي تحدثت التقارير عن استهدافها بالغارات، كالحوثي والعاطفي.

كما تشمل قائمة القيادات المرجّح تعرّضها للاستهداف بالغارات الإسرائيلية، أبو علي الحاكم، الذي يشغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية في الميليشيا، وجلال الرويشان، نائب رئيس حكومة الميليشيا لشؤون الدفاع والأمن.

حيث لم يُسجَّل أي ظهورٍ علني لهذه القيادات البارزة منذ الغارات الإسرائيلية التي استهدفت حكومة الميليشيا ورئيس أركانها الغماري، كدليلٍ على نجاتها من الاستهداف، كما كان لافتاً أيضاً غيابها عن جنازة الحكومة والغماري.

وتنقسم آراء المحللين حول هذا الاختفاء المريب لأبرز القيادات في الميليشيا الحوثية الإرهابية، بين من يرى أنه توجيهٌ صارم بعدم الظهور خشية استهدافهم، ومن يؤكد مصرعهم أو إصابتهم في الغارات.

ويشير هذا الرأي إلى أنّ الميليشيا تواجه صعوبةً وتحدّياً في الإعلان عن مصرع مثل هذه القيادات دفعةً واحدة، وتلجأ إلى التكتم على مصيرها حتى يتم ترتيب البدائل عنها، كما حصل مع الغماري.

وبعيداً عن صحة أيٍّ من هذه الآراء، فإنها تؤكد في المحصلة أنّ الميليشيا تعرّضت لاختراقٍ استخباري غير مسبوق على يد إسرائيل، التي نجحت في تحديد أماكن قياداتٍ بارزة في صفوف الحوثيين.

وهو ما يعكس حجم التحدي والمخاوف التي تواجهها الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، من أيّ تهديداتٍ إسرائيليةٍ جديدة بشنّ هجماتٍ قادمة قد تطال قياداتٍ لا تقل أهميةً عمّن تم استهدافهم في الغارات الأخيرة.