تقارير دولية: الأمن الغذائي في اليمن بلغ مرحلة غير مسبوقة
السياسية - منذ 3 ساعات و 16 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن، خاص:
سجّل اليمن خلال عام 2025 أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي في تاريخه، في ظل تداخل عوامل الصراع المستمر والانهيار الاقتصادي وتراجع التمويل الإنساني، ما وضع البلاد في صدارة الدول الأكثر تضرراً من الجوع عالمياً.
وأجمعت تقارير دولية صادرة عن نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) وشبكة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET) ومؤشرات الجوع العالمية، على أن الوضع الغذائي في اليمن بلغ مرحلة غير مسبوقة من التدهور، مع اتساع رقعة العجز عن الوصول إلى الغذاء الكافي والآمن.
وأظهرت التقديرات أن ملايين اليمنيين باتوا غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية، حيث يواجه جزء كبير من السكان مستويات “أزمة” و“طارئة” من انعدام الأمن الغذائي، بينما تظل فئات واسعة مهددة بالانزلاق إلى أوضاع أشد خطورة في حال استمرار تراجع المساعدات.
وترافقت أزمة الغذاء مع تصاعد حاد في معدلات سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، حيث تشير المؤشرات الإنسانية إلى أن سوء التغذية الحاد أصبح ظاهرة واسعة الانتشار، مهدداً جيلاً كاملاً بمضاعفات صحية دائمة.
ويُعد تراجع التمويل الإنساني أحد أبرز العوامل التي فاقمت الأزمة خلال 2025، إذ اضطرت منظمات إغاثية دولية إلى تقليص برامجها الغذائية أو تعليقها في بعض المناطق، نتيجة نقص الموارد مقارنة بحجم الاحتياجات المتزايدة. هذا التراجع انعكس مباشرة على حجم المساعدات المقدمة للأسر الأشد فقراً، وأدى إلى انخفاض عدد المستفيدين من برامج الغذاء والتغذية، في وقت كانت فيه الحاجة إلى الدعم في أعلى مستوياتها.
ويعكس هذا الواقع هشاشة القدرة الشرائية للأسر، في ظل ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، وتراجع قيمة العملة، وغياب مصادر الدخل المستقرة، خاصة في المناطق الأكثر تضرراً من النزاع.
معدلات حرمان شديدة
في سياق متصل قال برنامج الغذاء العالمي (WFP) السبت 20 ديسمبر، في تقريره الشهري بشأن حالة الأمن الغذائي في اليمن: " إن 61% من الأسر التي شملها المسح في اليمن واجهت صعوبة في تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية خلال نوفمبر 2025".
وأشار إلى أن نقص استهلاك الغذاء كان أكثر انتشاراً لدى الأسر في المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها دولياً (IRG)؛ وبنسبة 63%، مقابل 60% في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين (SBA)، "على الرغم من موسم الحصاد في المرتفعات، وانخفاض حدة النزاعات نسبياً، واستمرار المساعدات، وتراجع أسعار المواد الغذائية، وصرف رواتب بعض القطاعات مؤخراً في مناطق الحكومة".
وأكد برنامج الغذاء العالمي أن "معدل انتشار نقص الغذاء بلغ ذروتها التاريخية في اليمن خلال عام 2025، وجميع المصادر الموثوقة - بما فيها التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وشبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET)، ومؤشر بؤر الجوع، ومؤشر الجوع العالمي - تصنّف البلاد أكثر البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم".
وفي ظل هذا المشهد القاتم، تحذر المنظمات الإنسانية من أن استمرار تراجع الدعم الدولي، دون حلول سياسية واقتصادية شاملة، سيقود إلى مزيد من التدهور خلال الفترات القادمة. وتؤكد أن معالجة أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن تتطلب استجابة عاجلة ومستدامة، تشمل زيادة التمويل الإنساني، ودعم سبل العيش، وتحسين الوصول إلى الغذاء، إلى جانب الدفع نحو حلول تنهي الصراع وتعيد للاقتصاد قدرته على التعافي.
>
