الحوثيون يختطفون صحفي في صنعاء عقب نشره تقرير كشف فساد سلطتهم
السياسية - منذ ساعتان و 8 دقائق
صنعاء، نيوزيمن:
قالت مصادر حقوقية في صنعاء أن ميليشيا الحوثي الإيرانية، قامت باختطاف الإعلامي والصحفي خالد العراسي من أمام مسكنه في صنعاء، في خطوة أثارت إدانات حقوقية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي واعتبرت محاولة لإسكات الأصوات الإعلامية المنتقدة للفساد وسياسات السلطة الحاكمة.
وقالت مصادر محلية وناشطون إن العراسي اقتيد إلى جهة مجهولة، بعد يوم واحد فقط من نشره تقريرًا مطولًا في صحيفة "لا" تناول ملف المرتبات والوضع الاقتصادي، وانتقد فيه السياسات المالية والجبايات التي وصفت بأنها السبب المباشر في تدهور المعيشة وتعميق الفساد داخل مؤسسات السلطة.
ويعد هذا الاعتقال الثاني للعراسي خلال العام الماضي، بعد أن سبق أن اعتقل من قبل جهاز استخبارات الشرطة التابع لنجل مؤسس الجماعة علي حسين الحوثي، وأفرج عنه بعد أشهر دون أي إجراءات قانونية عادلة.
الصحفي العراسي في تقريرها كشف أن تدني مرتبات موظفي الدولة ليس ظرفيًا كما تحاول سلطة صنعاء تصويره، بل جزء من سياسة متعمدة تُجبر المواطن على التعايش مع الفساد بحثًا عن مصادر بديلة للمعيشة، في وقت تعطل فيه الأجهزة الرقابية والقضاء، المفترض أن يكون رادعًا لناهبي المال العام.
كما انتقد الصحفي في تقريره زيادة الرسوم والجبايات بشكل "قاتل للمواطن"، بما في ذلك تضاعف رسوم التحسين نحو عشرين مرة خلال السنوات الثلاث الماضية، وأشار إلى آثارها السلبية على الأسعار والسخط الشعبي.
كما تناول التقرير القانون الاستثماري، معتبرًا أن نتائجه كانت عكسية بسبب استمرار الامتيازات والإعفاءات على مشاريع قديمة دون تحفيز استثمارات جديدة، ما انعكس سلبًا على الإيرادات العامة. وطالب العراسي بإصلاحات عاجلة في القطاع المصرفي، وملاحقة قضايا الاستثمارات الوهمية، واسترداد الأموال المهدورة من المساهمين.
وبينما لم تصدر أي جهة رسمية حتى الآن بيانًا يوضح أسباب الاعتقال، يثير توقيت العملية الشكوك حول ارتباطها بالتقرير الأخير، الذي تناول فسادًا مؤسسيًا وانتقادات مباشرة لسياسات الرسوم والإيرادات والجبايات وقطاع الاستثمار.
وانتقد الناشط الموالي للحوثيين حسين ناصر البخيتي الاعتقال، مشيرًا إلى ترك السلطة بعض المتورطين في قضايا فساد دون محاسبة، قائلاً في منشور على فيسبوك: "اليوم وكأن ما عد مع دولتنا إلا خالد العراسي يُعتقل كلما نشر تقريرًا، برغم أنه لم يخالف القانون". وأضاف: "كامل تضامننا مع الأستاذ خالد".
ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة إجراءات اعتُبرت استهدافًا للصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، ما يسلط الضوء على التحديات المستمرة لحرية الصحافة وحقوق الإنسان في اليمن.
>
