مخاوف من ضربات إسرائيلية قادمة تدفع إيران وذراعها الحوثي للتهدئة

السياسية - Thursday 25 December 2025 الساعة 10:40 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

على عكس المعتاد، أثارت تقارير إسرائيلية عن نشاط خارجي لمليشيا الحوثي في المنطقة ذعر المليشيا، بالتزامن مع الكشف عن مخاوف إيرانية من هجمات إسرائيلية قادمة تستهدف طهران وأذرعها بالمنطقة.

وكشف موقع "والا" العبري عن تقديرات الجيش الإسرائيلي تُشير إلى وجود آلاف من عناصر ميليشيا الحوثي في دول أخرى بخلاف اليمن، بينها العراق ولبنان.

وأشار الموقع إلى تصاعد المخاوف الإسرائيلية من محاولات إيران الإيعاز إلى ميليشيا الحوثي لشن هجمات ضد إسرائيل انطلاقاً من دول عربية، في ظل استمرار الدعم الإيراني إلى مليشيا الحوثي في اليمن.

وأشار الموقع العبري إلى التدريبات التي نشرتها مليشيا الحوثي خلال الأشهر الماضية، والتي تُحاكي مهاجمة مواقع للجيش الإسرائيلي على الحدود وسيناريوهات محتملة لاختطاف الجنود، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي نفّذ تدريبات شاملة على سيناريوهات مختلفة تتضمن تهديد الحوثيين.

وفي حين كانت مثل هذه التقارير تُثير ارتياحاً لدى المليشيا الحوثية، إلا أنها أظهرت موقفاً غير مسبوق تجاه ما نشره موقع "والا" العبري، هو الأول من نوعه بالتنديد بما نشره الموقع.

حيث هاجمت وسائل إعلام تابعة لمليشيا الحوثي ما ورد في تقرير الموقع العبري، واعتبرت أن المزاعم التي وردت فيه تبرير لـ"مزيد من الضغوط والعزل والعقوبات (بحق المليشيا) تحت عناوين الأمن الإقليمي ومواجهة التهديدات".

وسائل الإعلام الحوثية لم تكتفِ بمهاجمة التقرير الإسرائيلي، بل طالبت قيادة المليشيا بسرعة نفي مزاعم التقرير بشكل رسمي، محذرة من تحميل المليشيا تبعات لـ"أدوار لم تقم بها وتوظيفها سياسياً في صراعات المنطقة".

هذا الموقف غير المسبوق من قبل المليشيا الحوثية يأتي بعد ما تم الكشف عنه الأسبوع الماضي من تفاصيل أمنية إيرانية سرية توقعت أن تشهد المنطقة عمليات عسكرية ضد حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، قبل أن تبادر إسرائيل إلى شن هجوم جديد على إيران.

ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قوله إن الأجهزة الأمنية الإيرانية أعدت مؤخراً تقريراً موسعاً حول المخاطر الأمنية الخارجية والداخلية التي تواجهها البلاد.

التقرير الأمني رجّح أن يكون هناك تحرك أميركي–إسرائيلي ضد الحوثيين، وبالتوازي معه ستشن إسرائيل هجوماً واسعاً على لبنان للقضاء على ما تبقى من حزب الله، قبل أن تشن تل أبيب هجوماً جديداً ضد إيران.

وبحسب التقديرات الإيرانية، فإن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيكون مرهوناً إلى حد بعيد بنجاح العمليات ضد حزب الله في لبنان وجماعة الحوثيين في اليمن.

هذه المخاوف الإيرانية الحوثية من هجمات إسرائيلية جديدة يُفسر، وفق مراقبون، سلوك التهدئة الصادر مؤخراً من قبل النظام في طهران، ومن قبل ذراعه في اليمن المتمثل بجماعة الحوثي.

مشيرين إلى انعقاد الاجتماع الثالث للجنة الثلاثية السعودية–الصينية–الإيرانية لمتابعة تنفيذ "اتفاق بكين" في العاصمة طهران في الـ9 من الشهر الجاري، وإشارة البيان الصادر عن الاجتماع لدعم الحل السياسي الشامل في اليمن وفق المبادئ المعترف بها دولياً وتحت رعاية الأمم المتحدة.

في حين جاء التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي، الثلاثاء، بالعاصمة العُمانية مسقط، بعد عامين من عرقلته من قبل المليشيا، مؤشراً على توجه الأخيرة للتهدئة.