شاب يقتل والدته في إب وسط تصاعد العنف الأسري في مناطق الحوثيين

الحوثي تحت المجهر - منذ ساعة و 46 دقيقة
إب، نيوزيمن:

اهتزت قرية الذنبة في منطقة المعشار بمديرية المخادر شمال محافظة إب على وقع جريمة مأساوية عقب إقدام شاب في الثلاثين من العمر على قتل والدته، في مشهد يسلط الضوء على تصاعد العنف الأسري في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.

وأقدم الشاب، ويدعى عيسى حسن عبدالله فارع، على توجيه طعنات قاتلة لوالدته باستخدام آلة حادة، ما أدى إلى وفاتها على الفور، وسط خلافات عائلية بسيطة تصاعدت لتأخذ شكلًا مأساويًا. الحادثة أثارت صدمة وحزنًا عميقًا بين الأهالي، الذين طالبوا السلطات المحلية بالقبض على الجاني وتطبيق أقسى العقوبات بحقه، خشية تكرار مثل هذه الجرائم التي أصبحت تتكرر بشكل مقلق في المجتمع المحلي.

ويشير مراقبون إلى أن العنف الأسري في مناطق الحوثيين لم يعد حادثًا معزولًا، بل أصبح جزءًا من واقع يومي يهدد النسيج الأسري والاجتماعي، حيث ربطت مصادر محلية هذا التصاعد بما تصفه بـ "ثقافة العنف المزروعة في المجتمع" من قبل المليشيا، التي غيّبت سلطة القانون وفتحت المجال لتفشي الانفلات الأسري. ويضاف إلى ذلك الانفلات الأمني العام في محافظة إب خلال عام 2025، حيث سجلت جرائم قتل بارزة استهدفت المدنيين سواء في النزاع المسلح أو ضمن المجتمع المدني، مما زاد من شعور الأهالي بعدم الأمان وسط محيط يزداد عنفًا يوماً بعد يوم.

ولا يقتصر العنف على الأسرة فقط، بل يمتد إلى الانتهاكات الأمنية الممنهجة، فقد وثّق نشطاء حقوقيون حادثة مقتل شيخ قبلي داخل منزله على أيدي عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي، بعد أن حاصروا المنزل واندلعت مواجهة أسفرت عن مقتله وإصابة أحد أفراد أسرته، تلاها اعتقال أبنائه ونهب ممتلكاته، في مؤشر إلى استمرار سياسة العنف والاقتحامات ضد المدنيين والمعارضين. 

وفي حادثة أخرى هزّت المجتمع، دهست سيارة تابعة لأحد المسؤولين الحوثيين بائعًا وطفلين كانا يبيعان الرمان على جانب الطريق في منطقة الظهار، ما أدى إلى مصرعهم على الفور، وغادر السائق مكان الحادث تحت حماية مسلحة دون أي مساءلة، وهو ما أثار غضب الأهالي ومطالباتهم بعدم الإفلات من العقاب.

وتعكس هذه الجرائم حجم الانتهاكات الإنسانية والأثر النفسي العميق الذي يتركه العنف على الأسر والمجتمع المحلي، حيث تلتقي مأساة العنف الأسري مع الانتهاكات الأمنية والتهديدات اليومية للمدنيين، في ظل غياب كامل للعدالة وسيادة القانون، مما يجعل حياة الأطفال والنساء وكبار السن أكثر هشاشة وعرضة للخطر في مناطق الحوثيين.