جاهزية محور الحديدة.. رسالة حاسمة في مواجهة حملات التحريض الإخوانية-الحوثية
السياسية - منذ ساعة و 54 دقيقة
الحديدة، نيوزيمن، خاص:
جددت قيادة محور الحديدة الجاهزية القتالية العالية للمقاومة الوطنية، واستعدادها للتعامل مع أي تحركات معادية وتحقيق انتصارات نوعية في عمق العدو، تزامنًا مع التصعيد في الحملات الإعلامية التحريضية التي تتعرض لها القوات عبر منصات إعلامية ونشطاء محسوبين على جماعة الإخوان.
هذا التزامن لا يبدو عفويًا أو محض صدفة، بل يعكس حالة ارتباك سياسي وإعلامي إخواني- حوثي وباقي الأطراف التي ترى في تنامي دور المقاومة الوطنية تهديدًا مباشرًا لمشاريعها ونفوذها، لا سيما في ظل التحولات التي أعادت رسم موازين القوة في الساحل الغربي وبروز أسم المقاومة الوطنية كقوة وطنية فاعلة في الحفاظ على الأمن والاستقرار والتصدي للإرهاب ومشاريع التدمير التي تقودها الميليشيات الحوثية والإخوانية.
رسائل عسكرية
اجتماع قيادة محور الحديدة، الأربعاء، وجه رسائل عسكرية عاجلة حول رفع الجاهزية العالية للمقاومة الوطنية واستعداداتها للتعامل الحازم مع أي تحركات أو انتهاكات من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران. كما أكد الاجتماع أن القوات الوطنية المنتشرة على طول جبهات الساحل الغربي أصبحت اليوم أكثر قوة وتماسكًا من أي وقت مضى، وتُدار بغرفة عمليات واحدة وقرار عسكري واحد، في إطار هدف وطني واضح يتمثل في استعادة الدولة وعاصمتها صنعاء.
الاجتماع الذي عقدته قيادة محور الحديدة، الأربعاء، برئاسة قائد المحور وقائد اللواء السابع حراس الجمهورية العميد زايد منصر، حضره رئيس أركان حرب المحور وقائد اللواء الأول تهامة العميد فاروق الخولاني، ومدير عام خفر السواحل بقطاع البحر الأحمر العميد عبدالجبار الزحزوح، وقائد اللواء الأول مشاة بحري العميد الركن بهيجي الرمادي، إلى جانب قادة ألوية المقاومة الوطنية المرابطة في المحور بمختلف تشكيلاتها (التهامية، الزرانيق، حراس الجمهورية) وألوية الاحتياط.
وأوضح مستوى الجاهزية القتالية العالية التي تتمتع بها ألوية المحور، واستعدادها الكامل لتنفيذ أي مهام قتالية تُوكل إليها. كما ناقش الاجتماع جاهزية ألوية الاحتياط من حيث العدة والعتاد، وقدرتها على تعزيز مختلف القطاعات على امتداد المحور.وأكدت قيادة المحور أهمية الاستمرار في الحفاظ على أعلى درجات الجاهزية القتالية، والتعامل بحزم مع أي تحركات عدائية، مشيرة إلى أن جبهة الساحل الغربي اليوم
بحسب محللين ومراقبين أن تكثيف الاتهامات المفبركة ضد القوات المقاومة وقياداتها في هذا التوقيت يمثل رد فعل مباشر على النجاحات المتراكمة التي حققتها هذه القوة الوطنية، سواء على المستوى العسكري من خلال تثبيت الأمن وتأمين شريط ساحلي استراتيجي، أو على المستوى التنموي والإنساني عبر تقديم نموذج إداري وخدمي ملموس في مناطق انتشارها.
وتُظهر تجارب الصراعات المعاصرة أن القوى التي تفشل في مجاراة خصومها ميدانيًا تلجأ غالبًا إلى سلاح الإعلام الدعائي بهدف تعويض العجز على الأرض، وهو ما ينطبق على موجات التحريض التي تتجدد مع كل تقدم أو حضور لافت للمقاومة الوطنية، في محاولة مكشوفة لإرباك المشهد وتشويه الصورة الذهنية أمام الرأي العام.
اللافت في هذه الحملات أنها تجاوزت إطار النقد السياسي المشروع، لتدخل في نطاق التشكيك في جوهر الدور الوطني للمقاومة، عسكريًا وإنسانيًا، عبر خطاب تعبوي قائم على التهويل وتزييف الوقائع. هذا النمط من الخطاب يندرج ضمن ما تصفه الأدبيات الإعلامية بـالدعاية السوداء، حيث يتم خلط الحقائق بالادعاءات لإرباك المتلقي وبناء سرديات بديلة لا تستند إلى وقائع ميدانية. وتشير دراسات متخصصة إلى أن هذا الأسلوب يُستخدم عادة عندما تفشل الأطراف في إحداث اختراق حقيقي، فتنتقل إلى معركة الوعي والإدراك كبديل عن الفعل السياسي أو العسكري المباشر.
ضبط البوصلة نهج المقاومة
في مقابل هذا التصعيد الإعلامي، حافظت المقاومة الوطنية على نهج سياسي متزن قائم على الترفع عن الصغائر وعدم الانجرار إلى المعارك الجانبية، رغم حجم الاستفزاز والشحن الإعلامي.
هذا النهج لم يكن نابعًا من ضعف أو تردد، بل من قرار استراتيجي واعٍ يضع أولوية المعركة الوطنية واستعادة الدولة فوق أي حسابات آنية أو ردود فعل انفعالية. وقد أسهم هذا السلوك في ترسيخ صورة المقاومة كقوة منضبطة، تحرص على وحدة الصف الجمهوري، وتدرك أن الصراعات البينية تمثل خدمة مجانية لمليشيا الحوثي، الخصم الحقيقي للمشروع الوطني.
ومع اصطدام أدوات التحريض بجدار الواقع الميداني، وعدم قدرتها على رصد إخفاقات حقيقية في الأداء العسكري أو الإداري للمقاومة، لجأت تلك الحملات إلى صناعة الأكاذيب وتكرارها على أمل ترسيخ انطباعات سلبية لدى الجمهور.
غير أن هذا الرهان، كما تؤكد تجارب عديدة، غالبًا ما يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ يُسهم في تعزيز الالتفاف الشعبي حول الجهة المستهدفة عندما يدرك الجمهور الطابع الدعائي والمسيّس للهجوم. وتشير تقارير أوروبية إلى أن الجمهور في البيئات الصراعية بات أكثر وعيًا بأساليب التضليل، ما يقلل من فاعلية الحملات القائمة على التزييف.
لقد أثبتت المقاومة الوطنية قدرتها على السمو فوق حملات التشهير، والتركيز على مهامها الوطنية دون استنزاف طاقتها في سجالات إعلامية عقيمة. وبدلًا من الانشغال بالرد على المهاترات، سخّرت جهودها لتعزيز الجاهزية القتالية، وترسيخ الأمن، والمساهمة في بناء مؤسسات فاعلة في مناطق نفوذها.
هذا السلوك يعكس نضجًا سياسيًا وإدراكًا عميقًا لطبيعة الصراع، حيث تُدار المعارك الحقيقية في الميدان وعلى مستوى بناء الثقة الشعبية، لا في منصات التواصل.
إن تصاعد الحملات التحريضية ضد المقاومة الوطنية بالتوازي مع إعلان جاهزية محور الحديدة ليس سوى مؤشر على تحول نوعي في موقع هذه القوة داخل المعادلة الوطنية. فكلما تعزز حضور المقاومة ميدانيًا وتنظيميًا، وازدادت ثقة اليمنيين بها كقوة قادرة على الجمع بين الفعل العسكري والمسؤولية الوطنية، ارتفع منسوب الاستهداف الإعلامي ضدها.
غير أن المعطيات الراهنة تشير بوضوح إلى أن هذه الحملات لم تنجح في كسر الحاضنة الشعبية، بل على العكس، أسهمت في ترسيخ قناعة واسعة بأن المقاومة الوطنية باتت أحد أعمدة المشروع الجمهوري، وقوة يُعلّق عليها اليمنيون آمالًا عريضة في استعادة دولتهم وإنهاء الانقلاب.
>
