ولد الشيخ يفصح عن "لغم" حوثي فجر محادثات اليمن في الكويت

السياسية - Saturday 03 March 2018 الساعة 12:22 am
عدن – نيوز يمن:

وصف مبعوث الأمم المتحدة السابق، إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأزمة اليمنية، بالمؤلمة بكل المعايير، مضيفا: "من الصعب جدا أن نفهم سبب استمرار هذه الأزمة ونحن نعرف أن ملامح الحل موجودة، الحل الذي سيرضي الجميع".

وتحدث ولد الشيخ، في اليوم الأخير، في منصبه، مع أخبار الأمم المتحدة عن الوضع في اليمن، والانتقادات التي وجهت له من الأطراف ومن الشباب، وما حدث في المشاورات المغلقة، وما يأمل في حدوثه في الفترة المقبلة؟

وأشار ولد الشيخ إلى أن مشاورات الكويت بين القوى اليمنية، ناقشت أن يكون هناك جانب أمني مثل الانسحاب وتسليم السلاح وعدم إمكانية أن تكون لدى أي قوة سياسية، كانت الحوثيين أو غيرهم، قوة عسكرية خارج الدولة.

وذكر المبعوث الدولي، المنتهية ولايته، أن الحوثيين ليسوا مستعدين للتنازل، لافتا أنه لا يمكن أن يكون هناك حل إذا كان الحوثيون يريدون أن يتمسكوا بسلاحهم أو أن تكون لهم قوة عسكرية خارج إطار الدولة.

وانتهت ولاية المبعوث الخاص للأمين العام لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في الثامن والعشرين من فبراير/شباط 2018، الذي تولى المنصب في أبريل/نيسان 2015.

وفي رده على سؤال لماذا إلى الآن لم نتوصل إلى الحل؟ قال ولد الشيخ، "في رأيي، وقلت ذلك بكل وضوح أمام مجلس الأمن، إن هناك اليوم نخبة سياسية من كل الأطراف مستفيدة من الحرب، وبدأت تلك النخبة الاستفادة أكثر وأكثر بشكل لا يراعي المصلحة العامة".

وأضاف: "إذا كانت هناك نوايا حقيقية، فيجب أن نأتي إلى العملية السياسة ونحقق السلام ولا نخلق الأعذار أو أن نضع كل المسؤولية على المبعوث الدولي الذي هو ميسر للعملية السياسية".

وفي رده على سؤال أخبار الأمم المتحدة: ما الذي يمكن أن يفعله مجلس الأمن والمجتمع الدولي للتصدي لذلك؟ قال ولد الشيخ أحمد: "كنت دائما ألمس دعما كبيرا من كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن وخاصة الدول ذات العضوية الدائمة الخمس". واستدرك قائلا: "لكن في رأيي الصعوبة التي نجدها هي صعوبة الضغط على الأطراف، وخاصة كي نكون واضحين الضغط على الحوثيين".

وتابع: "من الصعب جدا أن نجد مؤثرا حقيقيا على الحوثيين، وهذا أظن من الممكن أن يكون دور مجلس الأمن وخاصة الدول ذات العضوية الدائمة".

وشدد المبعوث الدولي على إيجاد حل متماش مع مصالح الجميع خاصة مصلحة الشعب اليمني قبل كل شيء، لكن يجب أن يفهموا أن الحل السلمي هو الحل الوحيد. جميع الأطراف ما زالت متمسكة بالأوهام بأن لديها حلا عسكريا، ولكن لا يوجد حل عسكري في اليمن".

وحول سؤال: ما الذي كان يمكن فعله بطريقة مختلفة خلال السنوات الماضية للمساعدة بشكل أكثر فاعلية في التوصل إلى حل في اليمن؟، قال ولد الشيخ: "لا يمكن لأي عمل بشري أن يخلو من الأخطاء. و أنا أعترف بوجود أشياء كان من الممكن تصحيحها، ولكن أظن أنه كان دائما هناك لدى الجميع سوء فهم لدور المبعوث الخاص، وهذا حصل عندما كنا نستمع إلى الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي".

وبسؤاله عن الانتقادات التي وجهت اليه من جميع الأطراف، قال: "وكان ذلك بالنسبة لي مؤلما جدا. فهم يظنون أن للمبعوث عصا سحرية وأن بإمكانه تغيير الأمور، والحقيقة أن دور المبعوث كدور أي ميسر، هو أن يأتي بالأطراف إلى الطاولة وأن يوفر الإطار العام الاستراتيجي. وهذا كله قمنا به مع مستشارين ووفرنا المستشارين القانونيين وخبراء في السياسية وخبراء في القضايا العسكرية وغيرها".

وأضاف ولد الشيخ: "لكن ما دامت الأطراف غير مقتنعة، لا يمكن إرغامها على توقيع اتفاق، وهو ما حصل في الكويت بالضبط وواضح أن الكلمة الأخيرة تعود إلى الأطراف ولا الميسر".

وأكد أن جميع الأطراف اليمنية مسؤولة عن عدم التوصل إلى حل بطريقة أو بأخرى، مضيفا: "كان من الواضح في الكويت، من ناحية المعلومات التي كانت موجودة أننا كنا قريبين جدا للتوصل إلى اتفاق. لكن من بداية المشاورات للنهاية لم يقبل الحوثيون الدخول في التفاصيل الأمنية".

وعن نصيحته لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الجديد إلى اليمن، قال ولد الشيخ: "أنا أعرف مارتن غريفيث منذ سنوات وعملنا معا عندما كنت في سوريا ثم في اليمن، وله خبرة طويلة، وأكيد أنه لا يحتاج إلى نصائح من طرفي".

مضيفًا، أن المبعوث الجديد سيستفيد مما حصل في الكويت وما حصل في النقاشات مع الأطراف.

وقال ولد الشيخ: "وإذا كان بإمكاني قول أي نقطة أساسية فستكون أن الوقت لا يساعدنا. الأزمة الإنسانية تفاقمت وبدأنا نرى أزمات أخرى".