التايمز البريطانية: مستقبل السعودية مرتبط بانتصارها في اليمن

السياسية - Thursday 08 March 2018 الساعة 07:05 am
ترجمة خاصة لنيوزيمن:

شغلت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبريطانيا الصحف البريطانية واعضاء البرلمان البريطاني، حيث لم تخل أي منها تقريبا من مادة عنها.

وكتب روجر بويز في صحيفة التايمز مقالا بعنوان "مستقبل السعودية مرتبط بانتصارها في حرب اليمن".

ويقول الكاتب إن السعودية تواجه مشاكل في مجال العلاقات العامة، ففي عيون العالم هي بلد غني بشكل خيالي يشن حربا على بلد بائس فقير.

ويضيف أن اليمن بات يواجه صعوبات في تأمين الغذاء ومياه الشرب وكذلك انتشرت الأمراض والأوبئة.

ولفت ان الحرب التي تشنها الرياض على الحوثيين المدعومين من إيران تسببت بمقتل عشرة آلاف مدني.

وهذه الحرب هي مشكلة بريطانيا أيضا، فالسعودية تستخدم تجهيزات ومعدات بريطانية لخوضها.

وبريطانيا، التي ستمد سجادتها الحمراء لاستقبال بن سلمان، الذي سيتناول طعام الغداء مع الملكة، تطمح إلى أن تأخذ نصيبها من الكعكة السعودية، متمثلة في فرص التعاون التي يتيحها برنامج 2030 الذي صممه الزائر، والذي سيشهد تشييد مدن جديدة وتحويلا لمسار الاقتصاد السعودي.

ويرى الكاتب أن فشل ولي العهد في وضع نهاية معقولة للحرب، وقدرة الحوثيين على إطلاق صواريخ تصل إلى قرب الرياض سيخدش صورة إنجازاته.

ويرى الكاتب أن إيران تسعى لاستنزاف الاقتصاد السعودي عبر استمرار الحرب.

شعار الكراهية والقتل

الى ذلك كتب عضو البرلمان البريطاني ورئيس لجنة الرقابة على تصدير الأسلحة غراهام جونز مقالا في موقع "بوليتكس هوم" البريطاني، تحدث فيه عن زيارة ولي العهد السعودي إلى المملكة المتحدة، في الوقت الذي يستعد فيه نشطاء للاحتجاج على زيارة الامير السعودي إلى لندن، بسبب غضبهم من الحرب في اليمن، ومطالبتهم مرارا بريطانيا بإنهاء مبيعات الأسلحة إلى السعودية.

ويجادل النائب جونز أنه من المستحيل الاتفاق معهم، لكنه استدرك بالقول: "لا أحد يجادل بأن الحرب، التي بدأت في عام 2015، كانت مخططة بشكل جيد. فقد كانت هناك أخطاء، وأحيانا مع عواقب مأساوية. ومن الصواب فقط أن يتم التحقيق في هذه الأخطاء. ويعترف الوزراء السعوديون في البرلمان بقلقهم من هذه الأخطاء".

ويعيد حديثه عن المحتجين من زيارة الأمير السعودي ويجادلون بأن الحرب في اليمن غير أخلاقية، قائلاً: "في ذهني ليس هناك شيء أخلاقي حول موقفهم. ولن يكونوا راضين حتى تقطع الحكومة البريطانية علاقاتها مع المملكة العربية السعودية بشكل كامل".

وأضاف النائب جونز، إنهم يريدون منا أن نقف متفرجين ومكتوفي الأيدي حتى لو استولى الحوثيون على اليمن من شرقها إلى غربها ونشروا الموت والقتل في كل بيت يمني.

ويعتقد عضو البرلمان البريطاني "أن هذه ليست حربا ضد الشعب اليمني كما يصور البعض أحيانا. بل حرب داعمة للشعب اليمني ضد الحوثيين، وهي جماعة متمردة متطرفة وحشية، مدعومة ومدربة ومسلحة من قبل حزب الله وإيران".

مشيرا في الوقت ذاته، إلى أنه لا ينبغي أن يفاجئنا أن أولئك الذين يحتجون على زيارة الامير محمد بن سلمان إلى لندن هم في الغالب نفس الأشخاص الذين يؤيدون بشار الأسد في سوريا، ويتعاطفون مع حزب الله وإيران.

وقال عضو البرلمان البريطاني ورئيس لجنة الرقابة على تصدير الأسلحة غراهام جونز: "لا ينبغي أن ننسى شعار الحوثي (..) شعار الكراهية والقتل الذي تروجه هذه الجماعة في كل مكان علنا".

واتهم النائب البريطاني مليشيا الحوثي برفضهم جميع الحلول السلمية ولجوئهم إلى العنف المسلح والقتل.

وأكد جونز أنه بدون دعم الشعب اليمني ودعم التحالف بقيادة السعودية، فإن شعار القتل والموت والكراهية الذي تطلقه جماعة الحوثي المتطرفة يمكن أن نراه مرفرفا في جميع أنحاء اليمن اليوم.

وختم عضو البرلمان البريطاني ورئيس لجنة الرقابة على تصدير الأسلحة غراهام جونز مقاله بالقول: "من الواضح أن المملكة المتحدة (والعالم) يريدان رؤية دولة قوية وموحدة قادرة على محاربة الإرهاب وخالية من التدخل الإيراني. ومن الواجب تماما أن نحث السعودية على تحسين الحالة الإنسانية في اليمن".

التاريخ لن يرحمنا

في السياق قال عضو مجلس العموم البريطاني ورئيس المجموعة البرلمانية لشؤون الأزمة اليمنية، كيث فاز، إن زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية الى لندن تتيح فرصة تاريخية لإنهاء الصراع الذي دام ثلاث سنوات في اليمن.

وقال النائب كيث فاز، يبدو أن الأمير السعودي الطموح المقترن بنفقات عسكرية لم يسبق لها مثيل، استعد لدعم أوراق اعتماده وهزيمة عدو يسكن الجبال في واحدة من أفقر بلدان العالم.

لافتا أن مثل هذا الانجاز لن يؤدي فقط إلى تحقيق الاستقرار في الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية وإنهاء معاناة الشعب اليمني، بل سيوجه ضربة إلى إيران، الداعمة للمجموعات الشيعية في منطقة الشرق الأوسط التي يقف فيها السعوديون في حرب بالوكالة لا نهاية لها.

ويعتقد النائب البريطاني انه يجب على المملكة المتحدة أن تتولى زمام المبادرة في الدفع من أجل وقف إطلاق النار وضمان منح المساعدات الإنسانية الى اليمن وتكريس قدرتنا على التأثير على نتيجة هذا الصراع وإنهاء معاناة الشعب اليمني. ويحتاج بوريس جونسون إلى إعطاء وقت فعال لهذه القضية وتركيز عقله على الأمور بنفس الطريقة التي فعلها وليام هيغ أثناء عمله كوزير للخارجية.

ويرى ان المملكة المتحدة لديها القدرة على دفع قرارات جديدة في الأمم المتحدة والدفع من أجل إعادة بدء عملية السلام، كونها تحمل ملف اليمن في مجلس الامن.

وختم عضو مجلس العموم البريطاني ورئيس المجموعة البرلمانية لشؤون الأزمة اليمنية، كيث فاز، مقاله في موقع "بوليتكس هوم" بالقول: "لقد عانى شعب اليمن لفترة طويلة جدا. إن الافتقار إلى العمل يبعث على الاكتئاب ويقلل من معنوياته. وعلينا أن نفعل المزيد من أجل وضع حد لهذه الحرب التي يتعذر الدفاع عنها. وما لم نساعد في وضع حد لمأساة الشعب اليمني فسوف يكون التاريخ قاسيا جدا بالفعل".