شهادات صادمة: طلبة المدارس وقود معارك الحوثي بالساحل الغربي

السياسية - Friday 09 March 2018 الساعة 02:55 pm
نيوزيمن – خاص:

تستقبل محافظات صنعاء والحديدة وحجة وعمران وذمار، بشكل يومي، عشرات الجثث لقتلى ميليشيا الحوثي غالبيتهم من طلاب المدارس.

وتقوم ميليشيا الحوثي بخطف الأطفال من المدارس ومن أسرهم عنوة، وتزج بهم في جبهة الساحل الغربي، خاصة بعد أن رجحت الكفة لصالح قوات المقاومة التهامية والجنوبية وقوات تتبع العميد طارق صالح.

وشكا عدد من أولياء الأمور ترك أبنائهم للمدارس الثانوية والأساسية (إعدادي وابتدائي) والالتحاق بصفوف ميليشيا الحوثي، التي تستدرجهم عنوة تارة وتارة أخرى بالإغراء عبر وعود بتمليكهم قطع سلاح كلاشنكوف أو منحهم شهادات نجاح في مراحلهم الدراسية مع توفير مواد غذائية لأسرهم.

وقال "محمد، ع" والد الطالب سالم محمد (ع) أول ثانوي، "لنيوز يمن "إن ابنه وعشرين من زملائه قتلوا الأسبوع الماضي في مناطق عدة من الساحل الغربي (الجراحي وحيس ميدي) بعد أن تركوا الدراسة فجأة والتحقوا بالحوثيين، مضيفا أن الميليشيا منحتهم درجات نجاح في الفصل الدراسي الأول من دون أن يؤدوا الامتحانات أو يدرسوا.

وأضاف، معلقاً على مقتل ابنه: "لم أستطع منع ابني من الالتحاق بالحوثيين بسبب إغرائهم واستغلالهم للفقر الذي نعيشه ووقف صرف الرواتب، والآن ما فائدة درجات النجاح والمواد الغذائية، وقد أعادوا لي ابني أشلاء بعد أن جعلوه يتمرد على اسرته". مشيراً إلى أنه رفض رفضاً قاطعا دفنه باسم "الحوثيين" وطباعة شعارهم على قبره، وكذا استلام مواد غذائية.

وبدأت ميلشيا الحوثي تُجبر المدرسين على عدم التدريس من خلال منع صرف رواتبهم، وتطالب من أولياء الأمور مبالغ مالية تحت اسم دعم التعليم، كما تقوم أيضا ب"ترسيب" الطلاب في خطة جديدة لتشجعهم على ترك الدراسة واستقطابهم كمليشيات تقاتل معهم في جبهات كثيرة، لكن أغلبهم يتم إرسالهم للساحل الغربي.

استغلال المعاناة

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ارتفاعاً كبيرا في أسعار الغاز والنفط، مقارنة بما كانت عليه قبل سيطرتهم على العاصمة في الواحد والعشرين من سبتمبر2014.

وأصبح غالبية اليمنيين في صنعاء يتنقلون من مكان إلى آخر سيرا على الأقدام، بينما يلجأون لشراء الحطب الذي ارتفعت أسعاره أيضا.

وقالت فاطمة الأرحبي، وهي موظفة بوزارة التربية والتعليم، لنيوز يمن "إنها أصبحت هي وأسرتها تبحث عن "الكراتين" و"القراطيس" وبعض "البلاستيك" والأشجار في الحدائق والنفايات، لطهي الطعام بعد وصول سعر أسطوانة الغاز المنزلي 7000 ريال.

وأضافت فاطمة أنها أم لعشرة أبناء وزوجها موظف تربوي مثلها لكن كلاهما لا يستلم مرتبه منذ عام". وكشفت أن المواد الغذائية توزع لأتباع الحوثي سرا.

ولفتت أن زوجها لا يجد عملا إضافيا ويُجبر على التدريس بدون راتب ويشترطون أن يلتحق بصفوفهم، حتى يتحسن دخله، من خلال حضور دورات "تشيع" تكرس الطابع الفكري الخاص بميليشيا الحوثي.