الحوثيون ينهبون مساعدات الإغاثة الدولية ويتاجرون بها في الأسواق

المخا تهامة - Thursday 03 May 2018 الساعة 07:44 am
محافظات، نيوزيمن:

كشف عاملون في المجال الإنساني ونازحون ومواطنون عن تعرض مساعدات إنسانية تقدمها منظمات إغاثية إنسانية ودولية لنهب منظم من قبل ميليشيات الحوثي في المحافظات التي تسيطر عليها.

وأكدوا في أحاديث منفصلة لـ "نيوزيمن"، أن ميليشيا الحوثي تقوم بإسقاط أسماء العديد من الأسر الفقيرة ونهب المساعدات المعتمدة لها وبيعها لتجار الجملة الذين بدورهم يبيعونها للمحلات التجارية في الأسواق، مشيرين إلی أن المواطنين يشاهدون المساعدات الغذائية والإنسانية تباع في البقالات والمحال التجارية وهي معروفة بختم منظمة اليونسيف وبرنامج الغذاء العالمي.

وأوضحوا أن المواطنين يتفاءلون خيرا عندما يسمعون أخبارا تفيد بوصول مساعدات إغاثية إلی ميناء الحديدة أو مطار صنعاء وبكميات كبيرة لكنهم لا يحصلون علی شيء من تلك المساعدات، رغم حاجاتهم الماسة لها في ظل ظروف معيشية سيئة يمرون بها خاصة بعد انقطاع رواتب الموظفين والعسكريين للعام الثاني على التوالي وتنامي البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.

وبحسب أحدث التقارير الأممية فإن نحو 21 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى مساعدات غذائية منقذة للحياة.

وتشير تلك التقارير إلی انه بنهاية عام 2017، وبعد ثلاث سنوات من الصراع، انضم 1.6 مليون شخص آخرون إلى من يعانون الجوع الشديد مما رفع عدد السكان الذين لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة بدون مساعدات غذائية إلى 8.4 مليون شخص، محذرة في الوقت نفسه، من احتمالية تعرض جيل بأكمله للخطر، حيث إن هناك قرابة ثلاثة ملايين طفل وامرأة حامل وأم مرضع يعانون سوء التغذية.

ويقوم برنامج الغذاء العالمي عبر مشروع التغذية المدرسية والإغاثة الإنسانية بتوزيع سلل غذائية على النازحين والفقراء والمدرسين، إلا أن هذه السلل الغذائية لا تصل إلا إلی القليل منهم خاصة في المواقع الخاضعة لسيطرة الحوثي.

ويقول علي محمد، نازح من تعز يتواجد في صنعاء "إن المنظمة اعتمدت لأسرتي سلة غذائية متكاملة عبارة عن دقيق وزيت ورز وسكر وفاصوليا، إلا أن ما يصلنا هو الدقيق والزيت والفاصوليا والباقي لا نعلم أين يذهب؟".

إيمان محمود، متطوعة للعمل الإنساني في إحدى المنظمات المحلية، أوضحت من جهتها أنها تقوم بتسجيل أسماء الأشخاص الفقراء والأسر المحتاجة وترفعها المنظمة التي تعمل فيها برنامج الغذاء العالمي واليونيسف ويتم اعتمادها في كشوف مخصصة للصرف.

وتستدرك قائلة: "إلا أننا نتفأجأ في وقت صرف هذه المساعدات إسقاط أسماء الكثير". وتضيف "في كل مرة يتم إسقاط أناس في أشد الحاجة لهذه المساعدات والإسقاط بيتم عبر مشرفي الحوثي".

وتستطرد إيمان قائلة: "وعند سؤال المشرف الحوثي: لماذا أسقطت هؤلاء؟ يرفض الإفصاح عن السبب، كما يرفض إعادة أسمائهم إلى كشف الصرف".

جمال اليريمي، متطوع آخر، أكد بدوره أن مشرفي الحوثي يتعمدون إسقاط أسماء الكثير من المستحقين دون سبب يذكر وفي أوقات كثير يحذفون كشوفات بأكملها ورغم أنها مسجلة لدى منظمة اليونسيف بعد أن رفعت إليها تلك الأسماء وتم اعتمادها.

ويردف قائلا: "لكن للأسف عند وصول تلك المساعدات يتم حذف كشف الصرف من قبل مشرفي الحوثي ولا تصرف مساعدات لأحد بل يقوم المشرفون بمصادرتها بأكملها ومن ثم بيعها في الأسواق" .

ولم يتوقف إجرام تلك الميليشيات عند نهب المساعدات الغذائية، بل تعدى ذلك ليشمل نهب ومصادرة المواد الإغاثية الطبية، وعلى وجه الخصوص علاجات مرضى الفشل الكلوي، حيث بات نحو 25% منهم يواجه خطر الموت، حسب تحذير رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، والذي أكد أن نجاة الآلاف منهم يعتمد على الوصول إلى علاج يتمثل في غسيل الكُلى دون انقطاع.

وكما حدث أيضا في لقاح الكوليرا، حيث كانت تنهب اللقاحات من قبل ميليشيا الحوثي ويتم بيعها في السوق.

وسبق وأن قامت ميليشيا الحوثي بنهب مساعدات إنسانية كبيرة مقدمة من إحدى المنظمات وخزنتها في مخازن تابعة لها في الأستاد الرياضي بمدينة إب وتاجرت ببعضها وأصبح المواطنون يشاهدون تلك المساعدات الإنسانية تباع في المحلات التجارية بدلا من أن توزع مجانا علی الأسر التي يفتك بها الفقر والمجاعة.

وكان برنامج الأغذية العالمي، حذر من أن كل عام يمضي على الصراع في اليمن، يدفع مليون شخص آخرين أو أكثر إلى حافة المجاعة.

ويقول مهند هادي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا: "الصراع في اليمن تسبب في كارثة إنسانية أدت إلى المعاناة والجوع على نطاق غير مسبوق". ويضيف: "إن البلد بأكمله يعاني من الجوع والفقر والمرض".