عزان شبوة.. من وكر ﻹرهابيي القاعدة إلی مدينة للسلام والحركة التجارية النشطة

متفرقات - Tuesday 12 June 2018 الساعة 01:05 pm
شبوة، نيوزيمن:

عادت الحياة لتنتعش مجدداً في مدينة عزان بمحافظة شبوة بعد طرد الخلايا الإرهابية منها العام الماضي وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار فيها لتنفض المدينة غبار الحرب وتسود حالة ارتياح وطمأنينة لدی سكانها.

وشهدت مدينة عزان، خلال أيّام شهر رمضان المبارك، حركة تجارية نشطة وغير مسبوقة، إضافة إلى ازدحام خانق للمتسوقين، يرجع أسبابـه إلى ما تعيشه من أجواء أمنية مستقرة، فضلاً عن عودة المغتربين وإقبال المواطنين من المناطق المحيطة بالمدينة لشراء احتياجاتهم من المحلات التجارية فيها.

ويقول المواطن عبدالرحمن عمر، في حديث مع "نيوزيمن"، تشهد مدينة عزان انتعاشًا حقيقياً للتجارة رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اليمن والقدرة الشرائية الضعيفة للمواطنين".

ويشير إلی أن هذا الانتعاش يأتي رغم ارتفاع أسعار المنتجات جراء انخفاض قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية.. موضحًا أن الغلاء الفاحش أرهق شريحةً واسعةً في المجتمع.

وأشاد بحالة الأمن والاستقرار الذي تعيشه مدينة عزان منذ طرد خلايا القاعدة الإرهابية.. موضحا أن المواطنين يعيشون في حالة طمانينة في ظل وجود القوة الأمنية والتي رسخت الاستقرار وعززت الأمن وتستطيع ضبط أي جريمة أو مجرمين في أي لحظة.

من جانبه، رأى المواطن عنتر بن رشيد، انتعاش التجارة في مدن مديرية ميفعة تعود لسببين رئيسيين: وجود الاستقرار ووصول رؤوس أموال إليها من بيئة طاردة أخرى سواء في مناطق أخری في اليمن أو من المغتربين العائدين من السعوديـة.

ويشير بن رشيد إلى أن الإجراءات التي اتخذتها بعض دول الخليج وخصوصا السعودية لتصحيح أوضاع العمالة فيها والرسوم الكبيرة التي فرضتها علی العمالة، دفعت الكثير من اليمنيين إلی مغادرة تلك البلدان والعودة لاستثمار رؤوس أموالهم في وطنهم الأصلي ويستقرون في المناطق الآمنة، وهو ما جعل مدينة عزان بما تتميز به من أجواء آمنة ومستقرة تستقطب عددا من رجال الأعمال لفتح أعمال تجارية فيها.

بدوره يؤكد داؤود لمغود في حديثه لـ"نيوزيمن" أن الحركة التجارية في مدينة عزان ازدادت بشكل أكبـر وأوسع مما كانت عليه العام الماضـي".

ويرى لمغود أن الاستقرار الأمني للمدينة عامل مؤثر في حركة الشارع إذ أنه لايمكن للمواطن الخروج من منزله لقضاء حاجته إلا عندما يتوفر الأمن، فلو كانت المدينة دون استقرار أمني يستحيل التسوق بأريحية دون قلق أو خوف في ظل انفلات أمنـي.

ويشير لمغـود إلى أن مدينة عزان، أصبحت حركتها التجارية نشطة من وقت مبكر بعد طرد الإرهابيين رغم أن النشاط التجاري فيها لم يتوقف في أحلك الظروف، لافتا إلی أن عودة المغتربين وأسرهم بعد القرارات السعودية الأخيرة هو الآخر عزز السوق المحلـية بالعملة الصعبة وأنعش الحركة التجارية والاستثمارية في العديد من المناطق اليمنية.

وقال: "لدينا شباب كانوا عاطلين عن العمل في الماضي القريب، أما الآن فهم مجندون ضمن قوات النخبة تصل رواتبهم إلى حد 200 ألف ريال يمني، وهذا الدخل يعزز الحركة التجارية في عـزان".

ويوضح لمغود أن رأس المال القـادم مع المغتربين العائدين من السعودية ورواتب جنود النخبة، إضافة إلى اتجاه الكثير من أبناء المنطقة للعمـل التجاري أنعش الحركـة التجارية بالمدينة.

وكانت مدينة عزان شهدت مواجهات مسلحة بين قوات الجيش اليمني وفلول تنظيم القاعدة الإرهابي في العام 2014، ما أدى إلى تدمير بعض المنازل، فضلا عن نزوح السكان، قبل أن يعود التنظيم في العام 2016 .

وظلت عزان لسنوات تشهد انفلاتا أمنيا كبيرا راح ضحيته العشرات، قبل أن تسيطر قوات النخبة الشبوانية نهاية العام الماضي على عزان بدعم وإسناد من دولة الإمارات العربية المتحدة العاملة ضمن التحالف العربي، الأمر الذي شكل عاملا أساسيا استتاب واستقرار الأمن بالمدينة وحولها من وكر للقاعدة إلی مدينة للسلام والحركة التجارية النشطة.