ملامح الإمامة في صنعاء

متفرقات - Wednesday 08 August 2018 الساعة 08:25 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في صنعاء خبراً عن اختطاف شابين (عراقي وسوري) في الـ20 من رمضان في إحدى الكافيهات بشارع صفر في صنعاء أثناء عقدهم اجتماعا شبابيا لترتيب أمسية منوعة، وفجأه دخل مجموعة من المسلحين المنتمين لجماعة الحوثي وألقوا القبض على الشابين بحجة منع الاختلاط وبدأ أصدقاؤهم بالشجار مع المسلحين حتى تم اقتياد اثنين آخرين..

بعد مضي 11 يوماً تم الإفراج عن اثنين بعد وساطة في حين الآخران مازالا في مكان مجهول حتى اللحظة.. مصادر مقربة من الشابين منتصر وعمير أكدت لـ (نيوزيمن) أن السبب لم يكن اختلاطا أبدا، كما أوضح المسلحون، وإنما كان اشتباه عمير باستلام حوالات مالية من مرتزقة، على حد قولهم، وأنه ينتمي لجماعات تسعى إلى تلويث عقول الشباب.. أما منتصر فقد تم تلفيق تهمة الاختلاط له بسبب الدورات التدريبية التي يقوم بها.. جميع الأطراف لم تفصح عن الموضوع إلا قبل عدة أيام فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا بدوره أثار اندهاش الكثير، لماذا لم يتقدم أهالي المخطوفين أو اصدقاؤهم بشكوى أو إعلان عن الحادثة للجهات المختصة أو الرأي العام... ولماذا يتم ممارسة مثل هذه الاعتقالات هل بحجة الاختلاط فعلا؟؟

الشباب هم الفتيل..

يرى الدكتور ع .أ عميد كلية الإعلام سابقا أن مثل هذه التحركات التي يقوم بها الحوثيون ما هي إلا خشية من أي تجمعات شبابيه لأنهم يعتبرون الشباب نواة لأي تحركات قد تحصل في المستقبل القريب، وهم يخشون من أي تجمعات شبابية خارج نطاق سيطرتهم.. ويضيف الدكتور (ع) أن الحوثيين ليسوا مع أي تجمعات لا تهتف بصرختهم أو موالية لهم فهم يريدون أن يثبتوا للعالم أنهم المسيطرون وأن كل ما يتم في هذه المناطق يعبر عنهم.

وقائع متكررة

ليست المرة الأولى التي يقوم بها المسلحون باقتحام الكافيهات وإغلاقها، أو إنهاء فعالياتها أو اقتياد شبابها إلى جهات مجهولة، فقد بدت ملامح العصر الإمامي تتشكل قبل عام تقريبا عندما أقدم مسلحون على إغلاق (مون كافيه) لنفس السبب –منع الاختلاط– وبعد أن أعيد فتحه تم التبرير لأسباب أخرى لاتمد للواقع بصلة.

وقبل بضع أسابيع أيضا اقتحم مجموعة من المسلحين إحدى ساحات المراكز التدريية في صنعاء أثناء قيامهم بمسابقة تحفيزية لطلاب المعهد وحاولوا فض الاحتفال بسبب الاختلاط، غير أن مجموعة من الشباب الحاضرين حاولوا تهدئة الوضع واقتياد المسلحين إلى الخارج والوصول إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحفل على الفور دون استخدام مكبرات الصوت بحجة أنها تزعج السكان المجاورين للمعهد.

تضييق الخناق...

يواجه المجتمع اليمني، وخاصة المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، محاولات عقيمة لدس قرارات متحجرة على المجتمع باسم الدين ومنع الاختلاط وفرضها بالقوة لإعادة اليمن إلى عصر ما قبل ثورتي أكتوبر ونوفمبر، ويرى مراقبون أن قيام الحوثيين بهذا التضييق ما هو إلا دليل على الإفلاس الأخلاقي، وأن الاستمرار على هذا النهج سيعجل من زوالهم.

فهل فعلا سيكون الشباب هم قادة المرحلة القادمة بعد أن فشل السياسيون بإخراج اليمن مما أصابها من سرطان خبيث؟؟