رسائل الهزيمة الحوثية.. البخيتي يُكذّب عبدالملك والشامي متخفياً بين النخيل وطارق صالح على خط التماس

السياسية - Saturday 10 November 2018 الساعة 10:01 am
عدن، نيوزيمن، عماد طربوش:

أربعة مشاهد مختلفة وصلت إلى الشارع اليمني خلال الأيام الماضية عبر قنوات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي، كان المشهد الأول هو ظهور زعيم مليشيا الحوثي في آخر خطاب له مناشداً المقاتلين الذين غادروا الجبهات إلى منازلهم من أجل توفير قوت أهاليهم بسبب الجوع والفقر، معتقداً أن هذا وقتهم للعودة والاستجابة لنداءات الله والقرآن.

المشهد الثاني، منشور محمد البخيتي الذي كذب فيه زعيم العصابة عبد الملك الحوثي، وقال إن ترك هؤلاء المقاتلين للجبهات كان بسبب التجاوزات والأخطاء والظلم، حيث أشار إلى أن سبب اعتكافهم في البيوت بسبب حرصهم على إقامة العدل، وهذا اعتراف واضح أن مسيرة البخيتي التي يدافع عنها ظالمة.

المشهد الثالث، هو ظهور ضيف الله الشامي أحد قيادات المليشيا والمتحدث باسمها ظهر ببزة عسكرية نظيفة ومكوية على كومو رمل مستنداً على ذراعه متخذاً وضعية قتالية بسلاح جديد ولامع من نوع كلاشنكوف الشبح، وفي خصره زرع مسدس جلوك، ونسي حتى أن يخلع نظارته الشمسية.. كان المشهد استعراضاً أجوف افتقر إلى أدنى رسائل المصداقية والتأثير.

المشهد الرابع تمثل في ظهور العميد طارق صالح قائد ألوية حراس الجمهورية من داخل مدينة الحديدة معفراً بالتراب ومغبراً، وهذا الظهور في مقدمة الجبهة لقائد كبير رغم خطورة الموقف يحمل دلالات مهمة، لكن الأهم أن العميد طارق قال نحن جميعاً أتينا بطلب أبناء الحديدة لرفع الظلم عنهم وتطهير الحديدة من رجس عصابة الكهنوت الباغية.

وتتجه خلاصة المشاهد الأربعة إلى نتيجة واحدة مفادها أن الحوثية كحركة حالمة بالحكم قسرا وبصميل السيد، سينتهي بها المطاف مصلوبة على جذوع نخل تهامة، لأن هذه المعركة التي وصفها محمد البخيتي بالمقدسة ستكتب بداية النهاية الحقيقية لحقبة مظلمة من تاريخ اليمن تحت حكم فتى الكهوف الممقوت حتى داخل حركته وإلا ما كان بحاجة ليناشد الذين تركوا الجبهات العودة للقتال.

كان لسان حال محمد البخيتي، وهو يؤكد حرصه على الحوثية حتى وهو يكذب قائدها، يقول إن الحديدة ذهبت وإن هذا المتغير الهام في المعادلة يعني أن الساحل الغربي وليس الحديدة فقط سقطت، حيث يطالب الهاربين ويتسول عودتهم لدحر "العدوان" كما قال من الساحل الغربي..

في حين ان ضيف الله الشامي، الذي ظهر خارج مدينة الحديدة، وكما يبدو في مناطق النخيل، بعث رسالة تظهر مدى استخفافه هو وشلة القيادة الموزعة على طيرمانات العاصمة بالأرواح والدماء التي تباع بوهم كاذب على رمل تهامة، والبخيتي محمد ليس بعيدا عن هؤلاء المعروضين للموت في الجبهات كون الشامي في مساحة آمنة، والبخيتي داخل الحديدة كما يحب أن يؤكد مراراً.

كما اختزل ظهور العميد طارق صالح من أحد شوارع الحديدة نبل الهدف والإصرار على مواصلة المشوار الوطني ككتلة قيادة وفصائل محاربة ومكونات عسكرية تنتمي إلى كل جغرافيا اليمن عينها ليس على تحرير الحديدة والساحل الغربي فقط وإنما استعادة اليمن من الحوثية كخارطة ضمن أطلس العالم دون اجتزاء.

وعلى قلة مرات ظهوره في الإعلام كان طارق صالح أكثر ثقة بالنصر ومتحدثا عن معركة وطنية لاتتوقف في تهامة الخير، بل تتجاوز ذلك إلى تنقية كل التراب الوطني من رجس المليشيا في حين كان زعيم المليشيا أقل طموحا وهو يبرر لأتباعه استحالة الصمود أمام الكثافة البشرية للعدو.. انها كثافة الحق ياسيد الباطل وان عين المهزوم لاترى غير كثرة المنتصرين.

ستتكرر خلال الأيام القادمة مشاهد مماثلة من طرف المليشيات ناتجة عن ارتباك اللحظة وفقدان التوازن بفعل تغير المعادلة على الأرض وضغط الأنشطة القتالية لمحور المشروع الوطني الذي تمثله المقاومة المشتركة، كما سنشاهد ابتسامات النصر في محيا قادتنا لتذهب وإلى غير رجعة أوهام التمكين السماوي للشرذمة الباغية.