الصيادون والبحر بالمخا.. قصة عشق تبدأ عند الغسق وتستمر حتى مطلع الفجر

المخا تهامة - Friday 21 June 2019 الساعة 01:42 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

عند الغسق يشرع الصيادون بتجهيز قواربهم في عرض البحر، ثم ينطلقون بها إلى مسافات بعيدة داخل المياه، حيث الأماكن التي اعتادوا فيها على الاصطياد في مهنة متوارثة منذ عشرات السنين.

تتوقف القوارب وسط الأمواج المتلاطمة بوسط البحر على امتداد ميل بحري من واحجة، وتبقى ساكنة لساعات في مهنة لا تخلو من متاعب الانتظار.

جميع ملاك القوارب يصطادون بالسنارة، ورغم أنها شاقة، إلا أنهم تمرسوا عليها ووجدوا فيها الربح، كون الأسماك التي يصطادونها من الأحجام الكبيرة التي يتراوح وزنها بين كيلو إلى 5 كجم.

ويزود الصيادون قواربهم بالإنارة سواءً من مولدات صغيرة توضع على متن القارب أو من بطارية تشحن نهاراً بألواح الطاقة الشمسية، وذلك من أجل جذب الأسماك الصغيرة إليها.

والسر في ذلك هو أن الأسماك تعشق الأضواء فتتجمع بأعداد كثيفة حول المراكب، فتأتي إليها الأسماك الأكبر حجماً لالتهامها مما يتيح لسنارة الصيد التقاطها.

والأسماك التي يتم اصطيادها هي من نوع الديرك والبياض والقد بنوعيها الأكبر الأصغر، وهذه الأسماك تتميز بأسعارها المرتفعة وازدياد الطلب عليها.

وتعكس القوارب المنارة مشهداً بديعاً وسط المياه وكأنها مدينه عائمة بنيت على سطح البحر.

ويتزود الصيادون بأجهزة gps وهو من نوع ماجلان لتحديد مواقع الصيد والأماكن التي تكثر فيها الشعاب المرجانية التي تنجذب إليها الأسماك، وهي أماكن يستطيع الصيادون تحديدها نظراً لعلاقاتهم الطويلة بالبحر.

عند مطلع الفجر يكون الصيادون قد أخذوا حصتهم من الصيد فيقفلون عائدين برزقهم وحاملين ما حباهم به البحر.

ويمتد موسم الصيد من شهر مايو من كل عام ويستمر لستة أشهر، وهو الموسم الذي يشهد مجيء الأسماك من بحار العالم إلى المياه اليمنية.