ما الذي يجعل أسعار المشتقات النفطية بالمخا الأغلى ثمناً؟

المخا تهامة - Thursday 12 September 2019 الساعة 06:38 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

قاطرات عملاقة محملة بآلاف اللترات من الوقود متوقفة على ناصية الشارع العام بالمخا قبل تفريغها، فيما كان سائقوها يتشاركون تناول وجبة الإفطار، صباح الخميس، أما سائقو السيارات والدراجات النارية فكانوا يقفون أمام محطات تعبئة الوقود ليملأوا خزاناتهم بالكمية التي يريدونها ثم ينطلقون إلى وجهتهم دون اعتراض، ربما كان هذا مشهداً مقارباً لحركة الوقود اليومية، من دون أن تكشف لنا عن السبب الذي يجعل أسعار المشتقات النفطية في المخا أغلى من المدن المحررة الأخرى، ولذا كان ينبغي علينا طرح السؤال بشكل أعمق على بعض عاملي محطات الوقود وملاكها سواءً "الغازية منها أو النفطية".

يقول أحد العمال مشيراً إلى اسمه بالحرفين "ن، ق"، إن موردي المشتقات النفطية إلى المخا يستغلون احتكارهم لهذه المهنة في تحديد أسعارها بالطريقة التي تحلو لهم رغم قرب المخا من مدينة عدن.

يضيف، إن سعر دبتة البترول والديزل 20 لتراً في مدينتي عدن وتعز تبلغ 7000 ريال، مقارنة ب8200 ريال بالمخا، أي بزيادة 1200 ريال.

وعزا عامل محطة أخرى سبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في المخا إلى احتكار طبقة تجارية، على صلة عائلية وثيقة من بعض، توريد الوقود إلى المخا، مما يدفع الأسعار للارتفاع وبشكل مختلف عن بقية المدن المحررة.

يضيف، إن تفرد مجموعة واحدة في سوق المخا وعدم وجود تنافس من تجار آخرين دفعهم إلى تحديد الأسعار بالمبالغ التي يريدونها.

عبده علي، عامل في إحدى المحطات، أرجع مشكلة ارتفاع الأسعار إلى كثرة النقاط الأمنية التي تفرض جبايات مالية على طول الخط الرابط بين عدن والمخا، لكن مصدراً اقتصادياً شكك بمصداقية ذلك، قائلاً إن النقاط الأمنية متواجدة أيضاً في كل الخطوط المؤدية إلى المدن الأخرى دون أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار على نحو مشابه للمخا.

وأكد أن سيطرة مجموعة معينة على سوق توريد المشتقات النفطية بالمخا هو السبب الذي جعل أسعارها مرتفعة مقارنة بعدن وتعز وأبين ومأرب.

الغاز أيضاً

لا يتعلق الأمر بالنفط والديزل، إنما الغاز المنزلي أيضاً، حيث يتم تعبئة أسطوانة الغاز في المخا زنة 25 كجم ب8150 ريال مقارنة ب4500 و5000 ريال في عدن، وهو ما دفع الأهالي إلى تعبئة أسطواناتهم بكمية محدودة تناسب حجم المبالغ المالية التي بحوزتهم، فالبعض منهم يفضل تعبئتها ب12 كجم وآخر يفضل 16 كجم.

هناك مشكلة أخرى لا تتعلق بالأسعار إنما بنفاد مادة الغاز قبل الموعد المحدد لها بما في ذلك الأسطوانات التي يتم تعبئتها ب26 كجم.

مصدر اقتصادي فسر ذلك بأن الغاز المباع في المخا غير مخصص للطبخ وإنما وقود خاص بالمركبات العاملة بالغاز، شارحاً وجود فارق بين النوعين أحدهما خفيف مخصص للسيارات والآخر كثيف مخصص للطهي، من دون أن يمانع من استخدامه للطهي لكن بتحديد سعر أقل.

تغيُّب وزارتي النفط والصناعة والتجارة عن المشهد يجعل تحديد أسعار المشتقات النفطية والتلاعب بأسعارها خاضعة لأمزجة الموردين وتقلبات السوق اليومية دون أن يكون لهما دور في تحديد أسعارها كما كان في السابق، وهو ما يجعل المواطن عرضة لجشع التجار.