استهداف طارق صالح أنموذجاً.. وليمة الضابط المفصول تستعيد توافق حلفاء ساحة الجامعة

السياسية - Sunday 13 October 2019 الساعة 10:51 pm
تعز، نيوزيمن، عماد طربوش:

حين كانت قذائف مليشيات الحوثي تسقط ليلة أمس على أحياء مدينة تعز الشرقية والشمالية كان نشطاء الإصلاح في تعز يحتفون بنصر حوثي مزعوم على طارق صالح قائد المقاومة الوطنية.

هذا النصر المحتفى به يتمثل في هروب أحد الضباط الذين كانوا في الساحل الغربي ضمن قوات حراس الجمهورية وانضمامه إلى مليشيات الحوثي الانقلابية في صنعاء بعد إزاحته من عمله في وحدة العمل الإنساني، بسبب بيعه مواد إغاثية مخصصة لسكان تهامة.

يبرر الإصلاح، مثلاً، موقفه من طارق صالح وقواته بأنه كان يوماً حليفاً لمليشيات الحوثي، بينما صباح الأمس كان الرجل الأول للإخوان في تعز سالم فرحان يلوح بيده للحوثيين في الطرف الآخر من منفذ غراب مفرق شرعب منتظراً منهم إشارة ترحيب مماثلة وفتح الطريق.

العميد طارق صالح: مشروع "ذراع إيران" يستهدف اليمن ودول الخليج وماضون للانعتاق من الكهنوت (فيديو)

يتفاهم الإصلاح مع مليشيات الحوثي، ولديه استعداد لإبرام صفقات وتفاهمات والاعتراف بدولته في الحوبان على الطرف الآخر في تعز.. لكنه يعتبر طارق صالح عدواً، رغم أنه تحول إلى مكون هام ضمن القوات التي تقاتل مليشيات الحوثي، أي أن القبول بالحوثيين ممكن وجائز بينما من كان بالأمس مع الحوثيين واليوم يحاربهم لا يمكن القبول به.. وذلك هو منطق الحوثيين أيضاً يتشاركونه مع الإصلاح.

يعيد الإصلاح بمواقفه الوديعة مع الحوثيين أجواء ساحة الجامعة إلى المشهد حين كان صالح وحزبه وجيش البلاد هم العدو المشترك للطرفين، الحوثيين والإصلاح، وليس غريباً أن تعود قناة الجزيرة لتشارك المحتفين فرحتهم وبعنوان أحمر عريض أسفل الشاشة، كما كانت تفعل إبان أيام الساحة.

يغادر كثير من ضباط وقيادات الإصلاح الجبهات هرباً صوب مليشيات الحوثي، ويهرب من جهة الحوثيين الكثيرون صوب جهات مختلفة، في المقابل يتواصل تحرك الضباط والأفراد من مناطق سيطرة المليشيات الحوثية والإخوانية باتجاه الساحل الغربي للالتحاق برفاقهم الذين يقاتلون لاستعادة اليمن من أيدي العصابات الكهنوتية والإرهابية.

حديث مليشيات الكهنوت الحوثية والإخوان عن انشقاقات في قوات حراس الجمهورية جزء من الحرب التي ينسقونها سوياً ضد القوات المشتركة في الساحل الغربي، ولم تتوقف هذه الحرب عند التوحد في تنفيذ الحملات الإعلامية، بل تعداه كثيراً إلى تنسيق على الأرض من خلال إيقاف الجبهات لتخفيف الضغط على مليشيات الحوثي ومنحها مساحة كافية للتعزيز إلى الساحل من محاور التماس مع الإصلاح شرقا وفي الغرب والضالع جنوبا أيضا.

ولأن صراخ حلفاء ساحة الجامعة ارتفع كثيراً فإن هذا الصراخ ليس عفوياً، بل ناتج عن معرفة بتطورات بناء قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي وما وصلت إليه من احتراف وتأهيل وقدرات يراها الحوثيون والإخوان خطراً عليهم.

لا حاجة لطارق صالح أو حراس الجمهورية أو القوات المشتركة لضابط يسرق لقمة الفقراء والمساكين ويُفصل مداناً بالجرم ليذهب بعد ذلك ويبايع أقذر عصابة عرفها اليمانيون في تاريخهم.. وكأن قدر الحوثيين والإخوان أن يستقبلوا أسوأ الخيارات.