على نهج الحوثي.. مليشيا الإصلاح تضيق بالكلمة وتلاحقها في تعز
تقارير - Friday 07 February 2020 الساعة 08:59 pmتعرض الصحفي مرزوق ياسين للاختطاف من قبل عناصر تابعة للاستخبارات العسكرية بتعز واحتجازه داخل السيارة الخاصة بمدير الجهاز.
وقال مرزوق، عبر منشور له في صفحته بالفيس بوك، أول من أمس الثلاثاء، إن عناصر الاستخبارات هددوه بالإخفاء والسجن، بعد أن اتهموه بالانتماء للتنظيم الناصري، وأنه تابع للناشط "أحمد الوافي”.
وكشف مرزوق عن تعرضه للتهديد بالسجن والإخفاء من قبل عناصر الاستخبارات العسكرية، والذين أجبروه على توقيع ورقة قدمها له مدير الجهاز يلتزم فيها بعدم قيامه بنشر التصوير الذي التقطه لشجار حدث بين جنود في أحد شوارع المدينة.
وأكد مرزوق أن الخاطفين أجبروه تحت التهديد التوقيع على الالتزام، معتبراً ما حدث له بأنه سلوك همجي يتعارض مع التشريعات والقوانين وحقوق مهنة الصحافة.
مجيب المقطري، المسؤول الإعلامي للتنظيم الناصري، علق على الحادثة عبر منشور له في الفيس بوك ورصده (نيوزيمن) قال فيه، إن هذه هي الأجهزة حين تُختطف حزبياً واقحامها في أوهام صراعهم مع من يعتبرونهم خصوما، وتكرار مثل هذه السذاجة أكثر من مرة يثبت توظيف أجهزة الدولة بذات الأجهزة الأمنية والعسكرية للنيل من المكونات السياسية الأخرى بهدف القمع والتخويف والإساءة لنضالاتهم، وهو عمل غير مسؤول ومدان.
وأشار المقطري إلى أن هذه التصرفات وتكرارها وغيرها هي من أضعفت الشرعية وأسقطت هيبتها عندما تخلى رجل الدولة عن مسؤوليته لصالح رجل الحزب للأسف، وتوظيف مؤسسات الدولة لتصير سلطة أمر واقع مثلها مثل الجماعة الانقلابية التي رفضها ويقاتلها كل اليمنيين، كونها لا تؤمن إلا بنفسها ومصالحها.
وخاطب المقطري من يتحامق مستخدما موقع المسؤولية بالقول ”إياك أن تظن بقدرتك ترهيب وتقييد حرية مواطن وأنك بهذا الأسلوب استطعت أن تسيء لحزب خدمة لحزبك ”الخطيئة بكله”، وعليك أن تنظر أمامك ومن حولك كيف تفضح الممارسات الخاطئة وكيف يتعرى الفساد وقاداته وأنصاره، فمن واجه ممارساتكم منفردا صار الجميع وبتناقضاتهم ضد تصرفاتكم كأفراد أو حزب، والقادم أكبر إن لم تتعضوا”.
في السياق، لا تزال سلطة الأمر الواقع في تعز والمتمثلة بحزب الإصلاح وعبر قوات عسكرية تابعة لمحور تعز تمنع صحيفة الشارع من الدخول إلى تعز وتقوم بمصادرة أعداد الصحيفة واحتجاز موظفيها ومنع بيعها في الأكشاك.
رئيس تحرير صحيفة الشارع نائف حسان قال، عبر منشور له أمس في صفحته بالفيس بوك، إن جنود نقطة الهنجر المتمركزة على منطقة الضَّبَاب المدخل الجنوبي الغربي لتعز قاموا بمصادرة أعداد الصحيفة المخصصة للمدينة.
وأضاف حسان، إن الجنود اعتدوا على سائق باص الصحيفة وحالوا دون وصولها إلى مكتبات وأكشاك بيع الصحف في المدينة، مشيرا إلى أن الجنود احتجزوا سائق الباص لأكثر من نصف ساعة، ثم سمحوا له بالمغادرة، ولم يسلموا له الوثائق الخاصة بإثبات هويته وملكية الباص، طالبين منه العودة في وقت آخر.
وأكد حسان، أن الجنود برروا ما قاموا به من مصادرة للكمية، واعتداء على سائق الباص، واحتجازه بالقول إن صحيفة "الشارع" ممنوعة من دخول مدينة تعز.
واتهم حسان "القوات العسكرية التابعة لحزب الإصلاح" وحلفاءه العسكريين والقبليين بمصادرة الصحيفة والاعتداء على موظفيها، معتبراً ذلك استمراراً للجرائم الممارسة ضد الصحيفة، والتي تمضي في انتهاك عدواني ممنهج للدستور والقانون وحرية الصحافة والرأي والتعبير.
وكانت الصحيفة قد دعت، في وقت سابق، رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء، ومحافظ محافظة تعز، التدخل لوضع حد لهذه التصرفات المنتهكة للدستور والقانون التي تقوم بها قيادة المحور العسكري في تعز، وسلطات محافظة مأرب، الموالية لـ"الإصلاح"، ضد صحيفة "الشارع".
وتتعرض صحيفة الشارع، منذ إعادة صدورها من عدن قبل أشهر، إلى ممارسات خارجة عن القانون من قبل قيادات محور تعز العسكري، بتحريض من قيادة حزب الإصلاح، على ذمة نشر الصحيفة تقارير صحفية تتحدث عن ارتكابهم لتجاوزات ومخالفات للقانون، وقيامهم بنهب أملاك خاصة بعدد غير قليل من المواطنين، إضافة إلى مصادرتهم، واستيلائهم المستمر، لمرتبات الجنود، ومخصصات متعلقة بقوات الجيش في المحافظة.
وخلال سيطرة حزب الإصلاح على تعز كسلطة أمر واقع تزايدت حالات الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون داخل المحافظة، حيث يتعرضون للاختطاف والضرب والمحاكمة غير القانونية، كما حدث مع الصحفي جميل الصامت الذي يتم محاكمته بتهمة الإساءة للجيش الوطني وعرقلة معركة التحرير، في ظل تحريض ممنهج من قبل القيادات العسكرية والأمنية الموالية للإصلاح، وكذا الإعلاميين والناشطين التابعين للحزب.
الناشط أكرم الشعبي قال لـ(نيوزيمن)، إن حزب الإصلاح يمارس سلوكا ميليشاويا في تعز ضد الصحافة والصحفيين، لأنه يضيق بالكلمة والرأي، وهذه صفة مشتركة بين الجماعات الدينية التي ترى أنها صاحبة الحق الإلهي، ولا تؤمن بحق الرأي والتعبير ولا بحق الاختلاف، ولذا فهي تلجأ إلى استخدام القوة لقمع أي رأي مخالف لها، فهي ترى أن الرأي والكلمة يهددان سلطتها التي وصلت إليها بمنطق قانون القوة.
ويضيف الشعبي، إن سلطة الأمر الواقع في تعز تعيش حالة انفصام، ففي الوقت التي تتحدث عن انتهاكات جماعة الحوثيين بحق الصحفيين في مناطق سيطرة الانقلاب، تمارس هي نفس السلوك في مناطق سيطرتها، وتسوق لهذه الجرائم مبررات ساذجة، وهذا يستدعي أن يكون للناشطين موقف من هذه الانتهاكات التي لا تسقط بالتقادم.
وكان اللواء خالد فاضل، وخلال أول اجتماع يعقده بعد إعادته لمنصبه في قيادة المحور بدون قرار في نوفمبر الماضي، قد أقر البدء بإجراءات رفع دعوي قضائية ضد من يسيئون للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، على حد وصفه، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.