نيويورك تايمز: مصرع الإرهابي قاسم الريمي آخر ضربة للقاعدة في اليمن

السياسية - Friday 14 February 2020 الساعة 08:45 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن تنظيم القاعدة في اليمن، كان واحداً من أخطر المنظمات الإرهابية على هذا الكوكب، لأكثر من عقد من الزمان، حيث أمضى التنظيم سنوات في ابتكار متفجرات يصعب اكتشافها، بما في ذلك محاولة إخفاء القنابل في أجهزة مثل الهواتف المحمولة. وحاول ثلاث مرات على الأقل تفجير الطائرات الأمريكية، دون نجاح.

وأضاف تقرير الصحيفة ”لكن إعلان البيت الأبيض الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة قد قتلت زعيم التنظيم، قاسم الريمي كان الأحدث في سلسلة من النكسات على مدار السنوات القليلة الماضية التي أضرت بقدرة المجموعة على تنظيم أو تنفيذ عمليات ضد الغرب، كما يقول خبراء مكافحة الإرهاب الأمريكيون والأوروبيون“.

وتقول "نيويورك تايمز"، إن موجة الغارات الأمريكية بطائرات بدون طيار في اليمن في السنوات الأخيرة أسفرت عن مقتل اثنين من قادة الجماعة المتعاقبين وكذلك إبراهيم حسن العسيري، صانع القنابل. كما أن الاشتباكات مع داعش في اليمن أضعفت التنظيم الذي يحمل اسم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وقال إدموند فيتون براون، السفير البريطاني السابق في اليمن، والذي أصبح الآن مسؤولاً رفيع المستوى في مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، أمام جمهور من الخبراء في واشنطن الأسبوع الماضي: "لا يبدو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو ذاك الوحش الذي كان من قبل".

وتقول الصحيفة الامريكية إنه "في الوقت الذي يترنح فيه فرع التنظيم الإرهابي في اليمن من هذه الضربات القاضية، إلا أن الفروع الأخرى التابعة للقاعدة في جميع أنحاء العالم تتجه نحو البروز. فحركة الشباب، وهي جماعة إرهابية من شرق إفريقيا مرتبطة بتنظيم القاعدة، كثفت هجماتها في الصومال في السنوات الأخيرة، ما أثار وتيرة متزايدة من الهجمات الصاروخية الأمريكية. وقد هاجمت المجموعة الشهر الماضي قاعدة عسكرية كينية تضم قوات تابعة للولايات المتحدة، وتمكنت من قتل ثلاثة أمريكيين".

وعبر مسؤولو مكافحة الإرهاب الأمريكيون عن قلقهم المتزايد من إحدى الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، حراس الدين، والتي يقولون إنها تخطط لشن هجمات ضد الغرب من خلال استغلال الوضع الأمني الفوضوي في شمال غرب البلاد والحماية التي توفرها دون قصد الدفاعات الجوية الروسية التي تحمي الحكومة السورية.

وعلى الرغم من إضعاف التنظيم، إلا أن مسؤولي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب يحذرون من أنه لا يزال خطيراً.

وقال المدير السابق للمركز القومي لمكافحة الإرهاب نيكولاس راسموسن، إن "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لا يزال يشكل مصدر قلق كبير، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن التنظيم كان يركز على الطيران كهدف، ومن غير المحتمل أن يكون نوع الخبرة في صنع المتفجرات التي طورها التنظيم مقتصراً على عدد قليل من أفراد التنظيم بعينهم".

بيد أن كولين كلارك، الخبير في مركز صوفان، وهو مركز أبحاث مقره نيويورك قال: "فشل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في الاستفادة من الاضطرابات في اليمن لتجنيد المزيد من الأعضاء وتوسيع نطاقهم"، وفقًا للصحيفة ذاتها.

وأضاف كلارك: "بينما حقق التنظيم بالفعل بعض التقدم مع بعض القبائل السنية، فقد ركز في السنوات القليلة الماضية بشكل أكبر على البقاء وبدرجة أقل على النمو والتخطيط لشن هجمات خارجية".

ويقول محللون إنه بدون الهجمات الإرهابية الرفيعة المستوى ضد الغرب والتي أصبحت المنظمة معروفة بها وأن علامتها التجارية بنيت جزئياً حولها، فإن صورتها عانت، ويبدو أن المجموعة أصبحت أكثر عزلة.

وترى إليزابيث كيندال، الباحثة المختصة بشؤون القاعدة في بجامعة أكسفورد وزارت اليمن في أكتوبر الماضي، أن التنظيم أُضعف بفعل ضربات الطائرات بدون طيار، وتسلل الجواسيس داخل صفوفه، وتفتته الناجم عن الاقتتال الداخلي وشل شبكات اتصالاته.

بيد أن كيندال حذرت من أن "النواة الصعبة للقاعدة ستبقى دائما صلبة. وكلما استمر اليمن في الانهيار في ظل تجدد الأعمال القتالية في الآونة الأخيرة وجد التنظيم وسيلة للبقاء على قيد الحياة وازدهاره مرة أخرى".