بعد سقوط الجوف.. بريطانيا تتحرك لتثبيت مكاسب الحوثي الميدانية
السياسية - Thursday 05 March 2020 الساعة 09:57 pm
كثفت المملكة المتحدة من تحركاتها السياسية والدبلوماسية بهدف إعادة إحياء العملية السياسية في اليمن المتعثرة منذ ديسمبر 2017م، جراء عراقيل حوثية أعاقت تنفيذ اتفاق ستوكهولم، فضلاً عن استمرار المليشيا في التصعيد العسكري.
وأجرى وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب، الذي يزور المنطقة حالياً، لقاءات في العاصمة الرياض مع مسؤولين يمنيين وسعوديين.
وبحث الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي مع الوزير البريطاني القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفقا لوكالة سبأ الرسمية.
وجدد هادي خلال اللقاء "مساعيه الدائمة نحو السلام لما فيه مصلحة الشعب اليمني الذي عانى ولا يزال من تداعيات الحرب المفروضة من قبل المليشيات الانقلابية".
ونقلت "سبأ" تأكيد الوزير البريطاني على دعم بلاده للشرعية للوصول باليمن الى مرافئ السلام رغم التحديات والصعوبات الماثلة، الى جانب تقديمه لهادي التعازي في ضحايا الاحداث والتصعيدات الأخيرة في محافظة الجوف ( التي سقطت مؤخرا بيد الحوثيين).
وثمن دومينيك راب، ما وصفها بـ"الجهود المبذولة في اطار تحقيق السلام"، متطلعا ان "يكون العام الحالي عاما للأمن والاستقرار والسلام في اليمن".
وكان ملف اليمن ايضا محور نقاش الوزير البريطاني مع المسؤولين السعوديين، وفقا لما ذكرته الخارجية البريطانية.
بينما أفادت وكالة الانباء السعودية أن لقاءات الملك سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان ووزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، مع الوزير البريطاني كرست لاستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها، وبحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادل وجهات النظر تجاهها، دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني راب، في تغريدة على حسابه في تويتر ترجمها (نيوزيمن)، عملية السلام في اليمن من ضمن التحديات التي تواجه لندن والرياض. وجاء في التغريدة: "تواجه المملكة المتحدة والسعودية عددا من التحديات المشتركة، من أهمها عملية السلام في اليمن وتغير المناخ".
وأضاف "لذا سررت بلقاء وزير الخارجية (السعودي) فيصل بن فرحان ووزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير اليوم (الخميس) لبحث هذه التحديات وغيرها". وعبر عن تطلعه إلى إحراز تقدم في معالجتها بالعمل الوثيق معا.
وكانت الخارجية البريطانية أصدرت في وقت سابق بيانا بمناسبة زيارة الوزير راب للرياض.
واكدت الخارجية البريطانية في البيان الذي ترجمه (نيوزيمن)، أن المملكة المتحدة ملتزمة بتسوية الأزمة الإنسانية في اليمن، وبأمن واستقرار المنطقة، ومكافحة التهديد الذي يشكله تغير المناخ.
ونقل البيان عن وزير الخارجية دومينيك راب، قوله "إن المملكة المتحدة والسعودية ستواصلان العمل معا لمواجهة التحديات العالمية، والمساعدة في تسوية الأزمة الإنسانية المدمرة في اليمن".
وأضاف "سوف يواصل وزير الخارجية دفع عجلة التقدم في عملية السلام في اليمن في أعقاب التصعيد الأخير في عنف الحوثيين، والقيود التي فرضوها على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها".
وتابعت الخارجية البريطانية قائلة، "وبوصف السعودية شريكاً مهما لبريطانياً، علينا أن نعمل معاً عن كثْب لمعالجة الأزمة في اليمن، والتصدي للإرهاب، ومعالجة تغير المناخ، بالإضافة إلى متابعة الإصلاح ومناقشة قضايا حقوق الإنسان".
وأردف البيان "سيناقش الجانبان التزامنا بتسوية الأزمة الإنسانية في اليمن، وأمن واستقرار المنطقة، وسبل مكافحة التهديد الذي يشكله تغير المناخ".
وكانت وكالة سبأ التابعة للشرعية ذكرت في وقت سابق، أن رئيس الوزراء معين عبدالملك التقى بمديرة دائرة الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية ستيفاني القاق، وبحث معها جهود إحلال السلام في ظل استمرار مليشيا الحوثي بالتصعيد العسكري ورفض تنفيذ اتفاق ستوكهولم ومواصلة نهب وسرقة المساعدات وتعميق الأزمة في اليمن.
وبالتزامن ذكرت الخارجية البريطانية، أن مديرة إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا -التي ترافق وزير الخارجية في زيارته الحالية- التقت بالسفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، وبحثت معه الوضع في اليمن.
وأعربت المسؤولة البريطانية عن قلقها لتصاعد العنف مؤخرا في اليمن، وشددت على ضرورة العمل تجاه تطبيق اتفاق الرياض لإنهاء الصراع في اليمن.
وسبق والتقت المسؤولة البريطانية ذاتها الثلاثاء في مسقط خلال مرافقتها للوزير راب بالناطق باسم ميليشيا الحوثي محمد عبدالسلام، الذي يقيم بالعاصمة العمانية.
وقد اعترف ناطق الحوثي بهذا اللقاء مع المسؤولة البريطانية، وذكر في تغريدة له في تويتر انه تم خلاله نقاش الوضع السياسي والإنساني والعسكري وآفاق الحل السياسي الشامل في اليمن خاصة مع التطورات الميدانية المتسارعة.
بينما صرح وزير الخارجية البريطاني، في ختام زيارته لسلطنة عُمان ولقاءاته مع السلطان هيثم بن طارق والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي، بأن تأمين المساعدات لليمنيين وإنهاء الحرب في اليمن طموح مشترك بين المملكة المتحدة وسلطنة عمان.
وأصبحت التحركات البريطانية مثيرة للشكوك في الملف اليمني، حيث تصب في محصلتها النهائية في خدمة أهداف ميليشيا الانقلاب وفي مقدمة ذلك التحركات التي قادتها لندن لإسناد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، من اجل ايقاف عملية تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي الذي يعد الشريان المالي المغذي للانقلاب وذلك تحت ذرائع إنسانية.
وأفضت الجهود البريطانية لوقف معركة الحديدة التي كان استكمالها سيعجل بنهاية الانقلاب، عبر التوصل لاتفاق السويد منتصف ديسمبر 2017 والذي قضى بوقف اطلاق النار وانسحاب المسلحين الحوثيين من مدينة الحديدة وتسليم الموانئ وفك حصار تعز والإفراج المتبادل عن الأسرى، على أن يعقب تنفيذ ذلك استئناف مشاورات السلام لبلورة حل سياسي للأزمة اليمنية.
لكن بنود ذلك الاتفاق لم تنفذ حتى اللحظة، في حين يواصل المبعوث الاممي- البريطاني توفير الغطاء السياسي والزمني للتصعيد الحوثي الميداني الذي توج باسقاط عدة مناطق كانت تحت سيطرة الشرعية منذ التوصل لاتفاق ستوكهولم.
وفي هذا الصدد يقول سفير اليمن لدى لندن الدكتور ياسين سعيد نعمان، في تعليق له عقب سقوط تلك المناطق وآخرها الجوف بيد الانقلابيبن، "ما حدث مؤخراً في الجوف، وقبلها نهم، وحجور، والعود.. هو امتداد لخطيئة الحديدة".
واستطرد قائلا "كان من الضروري أن يعاد تقييم الحسابات الغلط التي أفضت إلى هذه النتائج الكارثية منذ أن اتضحت حقيقة أن كسر إرادة استعادة الحديدة بذلك الأسلوب المخادع قد أخل بعناصر المعادلة التي تكونت بتضحيات ضخمة وحسابات استراتيجية، ومع ذلك لا يجب التوقف عند كل نتيجة مباشرة لهذه الخطيئة للبحث عن الأسباب خارج تداعياتها".