شفوت وسنبوسة.. "الأطباق الرمضانية في مطاعم اليمن بماليزيا!

متفرقات - Tuesday 28 April 2020 الساعة 02:49 pm
كوالالمبور، نيوزيمن، فاروق ثابت:

ثلاثة أيام متواصلة والمطر لا ينفك هطولاً في ماليزيا، وهل لكم أن تتخيلوا الإفطار على صوت الأذان محفوفاً بترانيم المطر.

أفضل ما يميز الشهر الفضيل هنا هو الهدوء والسكينة إذ تشعر بروحانية بالغة وأنت تتم الصيام مؤدياً الفروض بوافر من الاطمئنان.

المآدب الرمضانية والصلاة الجماعية توقفت امتثالاً لقوانين البلد في الحجر الصحي، لكن ذلك لم يمنع المطاعم اليمنية في ماليزيا من تقديم الوجبات الرمضانية للزبائين ولكن خدمة سفري دون الأكل في المطاعم بناء على قرارات السلطات.

الشفوت والسنبوسة هما الوجبتان المحبذتان لدى الصائمين اليمنيين أينما وجهت وجهك، وهما الأكلتان اللتان تتميز بهما المطاعم اليمنية بماليزيا دون غيرها من المطاعم العربية.

كل ما يستهويه الصائم من مأكولات سيكون أمامه، أطباق الشهر الفضيل لدى مطاعم اليمن بماليزيا لا تخلو من الزربيان والحنيذ والمظبي والمندي وبُرَم اللحم البلدي فضلاً عن المأكولات البحرية وهناك وجبة أخرى تم إضافتها مؤخراً إلى قائمة أصناف الطعام اليمنية وهي "المزموم" الوجبة التي لم أسمع بها من قبل ولكنني وجدتها في ماليزيا، ويبرع فيها أبناء تهامه وباتت وجهه الزبائن في رمضان وغيره.

يتم وضع الأرز مع قطع اللحم في صحنها المخصص مغلفاً بمادة القصدير من أعلى وذلك بعد وضع الخضار والبهارات الخاصة بالوجبة وحين الانتهاء من ذلك يقوم الطاهي بطرحها في الموفى المدر الذي عادة ما تستقطبه المطاعم من اليمن والبعض منهم يضع فيه شوله غاز من الداخل فيما الكثير من الطهاة يفضل ان يضع فحماً وبعد وضع الصحون بلحمها وأرزها في الموفى المدر ومن تحته النار يتم تغطية الموفى باحكام بغطاء معدني ومن ثم سدّ أي ثغور بعجينة قوية، وخلال فترة وجيزة تكون الوجبة جاهزة للزبائن.

لم تعد المطاعم اليمنية في رمضان وغيره هنا في ماليزيا وجهة لليمنيين والعرب فحسب بل باتت أيضا محل رغبة للماليزيين ذاتهم الذين يتهافتون على الطعام اليمني من كل مكان.

وإلى جانب ما تتميز به مطاعم اليمن في ماليزيا من الأكل وبراعة الطهي فهي أيضا ترتبط بالتاريخ اليمني لما تحمله من مسميات تاريخية تذكّر المغتربين باليمن ومناطقة، ك"باب اليمن، وسبأ، وصنعاء، وتاج صنعاء، وحضرموت، ووادي حضرموت وشبام حضرموت وقصر حضرموت" إلى جانب "الحمراء ونصف القمر والسرايا وقصر الضيافة".

واللافت أن هذه المطاعم كل منها يبرع بصنع وجبة محددة عن الآخر ما يترك فرصة الاختيار للزبون للذهاب إلى المطعم وفقاً للوجبة التي تستهويه.

ورغم الحجر الصحي في ماليزيا فإن هذا لم يمنع العوائل اليمنية النازحة واللاجئة في ماليزيا بفعل الحرب من صنع الطعام أو الخبز أو الحلوى لبيعه "سفري" فثمة عوائل تبرع في صنع اللحوح والكدم وأخرى تتميز بعمل الملوج فيما تتمكن عوائل من عمل السنبوسة وعجين السمبوسة وعوائل اخرى تعمل الهريس والحلاوى الحمراء فيما للبسبوسة والرواني والقطيفة عوائل تبرع في صنعه، وما على الزبون الا الاتصال للحجز والمجيئ مع ملاحظة بسيطة بأن الزبون يجب ان يكون في اطار المنطقة وفقاً لقوانين الحجر الصحي هنا وهذا الامر بالتأكيد يحد من عملية البيع سواء لدى المطاعم أو ربات البيوت اللائي ينشطن بعمل اصناف الخبز والحلوى والطعام اليمني لبيعها مجابهة لظروفهن الأسرية الصعبة بماليزيا.

صحيح أن "كورونا" شل الحركة في ماليزيا، لكنه لم يشلها لدى اليمنيين المعروفين بالصبر والنضال الطويل مهما صعبت الظروف.

كل عام والجميع بخير...