من عدن للتعايش الديني والعرقي والمذهبي.. "هنجراج ماتاجي" بقايا معلم تاريخي صارع من أجل البقاء

متفرقات - Tuesday 07 July 2020 الساعة 09:59 am
عدن، نيوزيمن، هبه البهري:

عدن لطالما كانت المدينة التي تؤمن بالحب والسلام فاحتضانها مختلف المذاهب والأديان والأعراق خير دليل على تاريخ المدينة العريق وثقافة من سكن فيها، فالمساجد المتعددة والكنائس المتنوعة والمعابد المتجددة كانت شواهد تاريخية تفوح منها رائحة العراقة، المعابد الهندوسية في عدن كانت احداها فهي اماكن الصلاة والعبادة للجاليات اليهودية التي كانت تقطن عدن وتمارس حقها بإقامة شعائر ديانتها السماوية بكل حرية لتثبت أن عدن هي أصل التسامح والتعايش بين الأديان والعرقيات مهما كانت. 

أوراق متناثرة وتمثال محطم في إحدى الغرف هذا ما تبقى من معبد "هنجراج ماتاجي" الهندوسي، في جوف جبل الخساف خلف وزارة الخدمة المدنية يقع احد المعابد الهندوس، وتشير المصادر الى انه واحد من بين ستة معابد هندوسية بنيت في مدينة عدن ابان حقبة الاستعمار البريطاني.

تقول ياسمين، إنه ما قبل حرب 2015 كان الهندوس الموجودون في عدن يترددون عليه، وكذلك الهندوس العدانية المولدون في عدن أيام الاستعمار البريطاني، وبعد الاستقلال غادروا الى بريطانيا وكانوا لا يزالوا يرسلون الأموال والمعونات لصيانة معبدهم المتواجد في الخساف. 

وفي السياق تقول لارا علي، كانت تقام بالمعبد طقوس وأغلب الهندوس من مدرسي مدرسة غاندي، لكن بعد الحرب تحديدا في 2016، تعرضت كل دور العبادة من المسيحيين والهندوس لتدمير وحرق من قبل ما يسمى "داعش"، المكان الآن محطم تماما يسكن فيه الحارسي وعائلته. 

وتقول إحدى الروايات التي طافت مدينة عدن، إن أمطارا غزيرة ضربت المدينة قبل الوحدة، مما تتسبب بهدم أصنام وأبقار المعبد والمزينة بالذهب الخالص، حيث تهافت "المهمشون" على الذهب حينها وتنعموا بغنى فاحش. 

عقب تحرير عدن من سيطرة الحوثيين شهدت المدينة فراغاً أمنياً ساعد جماعات مسلحة و"متشددين" لاستهداف كثير من المعابد والكنائس. 

وفي 2014 سعى ناشطون إلى إيقاف هدم أحد المعابد في المدينة "معبد جين 1860" كانت السلطات منحته لأحد التجار سعى إلى هدمه وتحويله إلى مركز تجاري.

ليس معبد الهندوس فقط من تعرض للتخريب في المدينة، ثمة كنائس ومعابد وأضرحة أخرى في كريتر والمعلا والتواهي تعرضت للتخريب والدمار وسط غياب لدور السلطات الامنية وانتشار الجماعات المسلحة في مدينة جسد تاريخها تعايشا إنسانيا وثقافيا فريدا تحول إلى مجرد قصص في كتب التاريخ.