مطاعم صنعاء.. جبهة حوثية للتكسّب في زمن كورونا

إقتصاد - Tuesday 14 July 2020 الساعة 11:45 am
صنعاء، نيوزيمن، أحمد فؤاد:

الإجراءات الارتجالية التعسفية التي اتخذتها مليشيا الحوثي في صنعاء زاعمة مواجهة فيروس كورونا المستجد covid19- فتحت شهية مليشيا الذراع الإيرانية في اليمن لخوض جبهات جباية جديدة وممارسة المزيد من الابتزازات ضد المواطنين وملاك المطاعم والمحال التجارية في صنعاء والمحافظات المجاورة لها.

وفيما أقرّت مليشيا الحوثي التزام التعتيم والتكتم على حجم الوباء ودرجة تفشيه وتعداد ضحايا كمنهجية عامة لمواجهة فيروس كورونا في مناطق انقلابها، أقرت إجراءات أخرى وصفت بالارتجالية والتعسفية منها إغلاق أبواب المطاعم والبوافي والزام هذه المحال بالبيع السفري.

وتنتشر دوريات أمنية وعسكرية منهوبة تقل على متنها عناصر حوثية مسلحة، في عدد من احياء وشوارع واسواق العاصمة صنعاء ذات الكثافة السكانية والتجارية، وتقوم بفرض جبايات مالية على ملّاك المطاعم، تحت مزاعم مخالفة الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

وحسب مُلّاك مطاعم تحدثوا إلى نيوزيمن، فقد تراوحت المبالغ المالية (إتاوات) التي تقوم المليشيا الحوثية بفرضها على هؤلاء، ما بين 30 - 100 ألف ريال، رغم التزامهم كامل الإجراءات الاحترازية بما فيها من تعقيم كامل ومستمر للاسطح وأبواب وارصفة المطاعم، وارتداء الكمامات والقفازات، والحرص على إجراءات التباعد بين عمال المطاعم أنفسهم وعند تقديم الطلبات للمواطنين.

ويلجأ مرتادو المطاعم في صنعاء إلى افتراش الأرصفة المجاورة لهذه المطاعم أو اعتلاء سيارات النقل المفتوحة لتناول وجبة طعام الغداء على جنبات الشوارع العامة، ما يعرّض وجبات الطعام إلى مخاطر الاختلاط بالاتربة المتطايرة وعوادم السيارات ومخلفات الطعام الملقاة من وقت سابق على الأرصفة..

ويرى عبد الباقي درهم -العامل في أحد مطاعم صنعاء- إمكانية تنظيم جلوس مرتادي محلّهم داخل المطعم وذلك بتخصيص مقعد واحد إلى مقعدين اثنين متباعدين على كل طاولة، معتبرا أن ذلك من الناحية الصحية أفضل بكثير من تزاحم العشرات على الارصفة واسطح السيارات.

وفي حديثه إلى نيوزيمن، اشتكى عبد الباقى من ممارسة مليشيا الحوثي والابتزازات المتتالية بحقهم، وفرض جبايات مالية غير قانونية بين حين وآخر، "آخر مرّة تلقينا تهديدا بإغلاق المطعم في ذروة العمل"، معتبرا أن وباء كورونا اصبح مصدر تكسّب وثراء لعناصر تعمل في صفوف الجماعة. 

وفيما ابقت أبواب المساجد والأسواق العامة مفتوحة، واستمرت في تنظيم الفعاليات التحشيدية داخل المجالس والصالات والمراكز الطائفية، كانت مليشيا الحوثي اقرت في مارس الماضي ما قالت إنّها "جملة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا منها الإغلاق المؤقت لصالات المناسبات والحمامات البخارية والتقليدية واستراحات الشيش والمسابح والحدائق العامة والخاصة".

واعلنت إلزام المولات التجارية وأسواق السوبر ماركت بوضع معقمات صحية وأدوات رش في مداخلها، كما كلّفت من اسمتها (فرق التفتيش والرقابة الميدانية لصحة البيئة) بالنزول الميداني المكثف للمطاعم والبوفيات للاطلاع على مدى التزامها بالارشادات والتعليمات، وقد فتح هذا الأمر باب التعسفات والابتزازات الحوثية على مصراعيه بحق العاملين في هذا القطاع التجاري الحيوي الهام..