العدني.. شاب يصارع المرض وصعوبة الحياة بـ"عربة مياه"

السياسية - Thursday 13 August 2020 الساعة 11:45 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

قابل ظروفه الصعبة وغسل وجه الحزن بابتسامة تظهر على وجهه كلما تعثر، محاولاً النهوض بجسده النحيل الذي أعياه المرض، عامر الملقب بـ"محمد العدني" يدفع بعربته ليحمل الماء مقاوماً الظروف المعيشية الصعبة.

يقطن عامر مزهر عبده عبدالكريم، المشهور بـ "محمد العدني" مدينة صنعاء هو وأسرته المكونة من أبيه وأمه وأخته، يعاني محمد وأخته من مرض "التهاب الدم المزمن"، يسعى العدني بكل جهده ليوفر مصاريف هذه الأسرة خلافا للأدوية الضرورية.

بابتسامته المعهودة، الشاب عامر أو (محمد العدني) كما يحب بأن يناديه الجميع في إشارة لفخره بمدينته التي تعود أصوله إليها، التي يظهرها كلما تعثر وهو يحاول جاهداً أن يدفع عربة تحمل ما يعادل (200) لتر من الماء ليتقاضى ثمنا زهيدا لا يتعدى الـ 500 ريال في كل توصيلة ماء.

يقول العدني لـ"نيوزيمن": كل يوم آتي إلى هذا المكان الذي يوجد فيه (سبيل) الماء، وأنتظر للناس حتى تقوم بتعبئة دباب الماء (علب بلاستيكية سعة عشرين لترا)، وأبحث عن من يريد توصيل الماء فأقوم بتحميل عشر (دباب) بسعة إجمالية 200 لتر على (العربة) ودفعها أمامي مقابل ثمن زهيد.

ويضيف، (250- 350) ريالاً هو الأجر الذي أتقاضاه على الحمولة الواحدة، لأوفر مصروف المنزل اليومي ولسداد إيجاره.

ويتابع، أحياناً نجلس منتظرين لمن يحتاج عربة من الصباح للظهر وقد نجد حملة واحدة وأحياناً لا نجد فنضطر للبقاء حتى المغرب لعلنا نجد ما يعوضنا عن انتظارنا في الصباح، وحتى نستطيع شراء (خبز وزبادي) كوجبة اعتدنا عليها بسبب هذا الوضع الذي نمر به.

يخرج محمد من بيته الساعه 7:30 صباحاً ويعود 1 ظهراً، ثم يعاود الخروج من 3 عصراً حتى 11 مساءً، وعندما يعود للبيت يعاني بشدة من الألم في يديه وظهره، نظراً للمجهود الذي يبذله في دفع العربة، وبالتالي عدم مقدرته على النوم.

محمد العدني، ليس حالة نادرة فهو واحد من ملايين اليمنيين الذين ينهشهم الفقر والعوز والمرض، ويضطرون للعمل فوق طاقتهم كي يوفروا أقل القليل من متطلبات البقاء على الحياة، في ظل اتساع دائرة الفقر والجوع واستمرار الصراع الذي لم يبق على شيء، وكذلك عدم وجود حكومة تتحمل مسؤوليتها تجاه الوطن والشعب وتعمل على توفير حياة كريمة وآمنة للناس.