كيف قُتل محمد علي مهدي.. وما ملابسات مقتله؟

السياسية - Sunday 30 August 2020 الساعة 08:08 pm
نيوزيمن، كتب/ ياسر المليكي

أولاً، يجب أن تكون حادثة مقتله مفتتحاً لسؤال كبير: هل سيتم حل مشكلة السطو على المنازل بتعز؟!

في بدايات تشكل المقاومة حضر مسلحون ملثمون واستولوا على سيارة صالون تابعة لوالد محمد، ومع نزوح السكان من المدينة بسبب القصف نزحت عائلة والد محمد إلى مسقط رأسه في يريم، بينما كان محمد مغترباً في السعودية.

أبقت العائلة إحدى النساء مع زوجها في إحدى الفلل لتحرسها، لكن مسلحين اقتحموا الفلتين التابعتين للرجل جوار منطقة الدفاع الجوي بحجة تحوث مالكها، وسيتضح لاحقاً أنها تهمة سمجة، ويجب أن تتوقف عمليات السطو بهذه الحجة البليدة.

عاد محمد من السعودية واستأجر منزلاً بالقرب من منازل والده، يسافر ويعود إلى منزله المستأجر، هذا دليل أنه لم يكن يوالي الحوثيين وإلا ما استطاع الجلوس بجوار مسلحي المقاومة وتحت أعينهم.

تعاقبت دفعات من المسلحين في الفلتين إلى أن استقر فيها مسلحو الكتيبة الأولى في لواء 17 مشاه المرابطة في الدفاع الجوي.

ومنذ ستة أشهر عاد محمد من السعودية وبدأ بالمطالبة بإخلاء الفلتين، مع أن مطالبة أسرته كانت قد بدأت في سنوات سابقة، لكن لم يصلوا إلى نتيجة، من بينها تواصلهم مع عبده حمود الصغير الذي لم يتلقوا منه تجاوباً وتفهماً لمطالبهم.

ومع تشكل لجنة من المحافظة بخصوص المنازل المنهوبة برئاسة عارف جامل، تقدم محمد بطلبات للجنة وحصل على توجيهات، كما حدثت تفاهمات بتسليم فلة وإبقاء على فلة أخرى ليجلس بها المسلحون، لكن لم تنفذ هذه التفاهمات من قبل اللواء.

كما أقامت أسرة مهدي وقفة احتجاجية في شهر أبريل الماضي للمطالبة بإخلاء الفلتين، لكن بعدها تم تكثيف المسلحين في الفلتين مع أنهم من سابق كان لا يتواجد غير قليل منهم وأحيانا الحراسة فقط، بحسب أسرة مهدي.

بتاريخ 27 أغسطس كان محمد مهدي سامرا في منزل أحد أصدقائه، وعند الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا خرج ليشتري بعض حاجياته كعادته اليومية، من إحدى البقالات المداومة ليلا، وفي الطريق العام بالقرب من مسجد الانور في مدينة النور حدث إطلاق نار اتضح لاحقا أن أربع طلقات منها أصيب بها محمد في فخذه، أثناء ذلك صاح محمد من أجل اسعافه، وهرب مسلحان اثنان من موقع الحدث وتوجها إلى الفلتين.

صادف أن مر شبان وحاولوا إسعاف محمد، فتم منعهم من مسلحين اثنين حضرا بعد إطلاق النار من اتجاه الفلتين، ومنعا اسعافه لمدة عشر دقائق حتى نزف دمه.

بعد ذلك حضر طقم يقوده معاذ الشجره أركان حرب الكتيبة الأولى في اللواء 17 ومعه مسلحان قاما بأخذ محمد إلى مستشفى البريهي، لكن لم يلبث غير دقائق محدودة في المشفى حتى توفي.

لا يعرف هل حضور الشجره إلى المكان كان مصادفة أم باتصال من المسلحين؟

لا تعرف أسرة محمد هل تم الترصد له في الطريق إلى البقالة، فيما ذكر اللواء في مذكرة إلى الشرطة العسكرية أن محمد كان بيده حديدة وخنجر وأنه تعارك مع المسلحين، في حين تؤكد أسرة محمد أنه لا يوجد معه أي سلاح أو أداة حادة وأنه كان ضحية للمسلحين، وأن ذلك بسبب مطالباته بإخلاء الفلتين، ثم إنه لم يتم العثور على خنجر أو حديدة في المكان.

كما أن هروب المسلحين اللذين باشرا محمد إطلاق النار بعد الحادثة مباشرة، وحضور مسلحين اثنين لمنع اسعافه يؤكد أن الجريمة كانت مبيتة.

اتضح أن (م.س) و(أ.ع) جنديان في قوات النجدة هما المتهمان بقتل الرجل، حيث يرابطان في موقع الدفاع الجوي، ويقيمان في الفلتين الخاصتين بأسرة مهدي، وبحسب مصدر مطلع فقد تم اليوم تسليمهما إلى الشرطة العسكرية.

بحسب شهادات من أسرة مهدي فإن محمد كان يجلس مع المسلحين في الفلتين ويخزن معهم في بعض الأحيان، وان هنالك مسلحين وبعض القيادات الدنيا لم يكونوا راضين عن احتلال الفلتين، وكانوا يخجلون من الجلوس فيهما، لكن قيادات في اللواء هي من كانت تعيق تسليم الفلتين.

السؤال الان؟

هل سيتم تسليم الفلتين، وهل سيأخذ الجناة جزاءهم العادل؟

وهل ستكون الجريمة مفتتحا لحل مشكلة السطو على المنازل والممتلكات أم أننا سنشهد جرائم مماثلة لذات السبب؟

والمأساة: أن محمد قتل ولديه أطفال ينتظرونه، وزوجة وأب يعانون من أمراض مزمنة هم أحوج إليه بالوقوف إلى جانبهم، وأسرة كانت تعتبر محمد سندها الأول.

أفلا نخجل!

* من صفحة المحامي بالفيسبوك