شجرة السدر.. سِر يميز العسل الدوعني الأغلى عالمياً

إقتصاد - Monday 21 September 2020 الساعة 11:10 am
دوعن، نيوزيمن، خاص:

بين منحدرات وادي دوعن الأيمن والأيسر تقف أشجار السدر شامخة بعد موسم هطول الأمطار، لتزهر ويصل بعدها مربو النحل لتربية النحل والحصول على أجود وأفخم أنواع العسل الدوعني الحضرمي من الوادي، لإنتاج العسل الذي يحتل مكانة متقدمة ومنافسة في الأسواق العالمية. 

ولعل اللذة والإنتاج والسعر المرتفع لسعر عسل "البغية" الذي ينتجه النحل من شجرة السدر في دوعن المسمى "وادي العسل" هو ما جعل النحالين يقدمون عليه من محافظات البلاد المختلفة، على غير الأخرى التي تنتشر فيها مختلف الأشجار والحشائش والتي تؤثر سلباً على نوعية العسل الحضرمي وجودته. 

ويقول النحال "سعيد مبخوت العامري" لـ"نيوزيمن"، إن أشجار السدر في وادي دوعن تمكنهم من الحصول على عسل البغية ذي الدرجة الأولى الذي يعطي العسل ذوقا فريداً ويسهم في علاج مجموعة كبيرة من الأمراض، لافتاً أن العسل في هذه الفترة يكون خالصاً لا يختلط به أي نوع من الأزهار مع توافر الظروف الملائمة والمتمثلة في الطقس الصحو والهواء الخالي من الرطوبة، موضحاً أن أسعار العسل عادة ما تكون مرتفعة على حسب قيمته الغذائية والعلاجية، علاوة على طبيعة مكوناته التي تخلو من أي إضافات كيميائية. 

وتمتد تربية النحل وإنتاج العسل في وادي دوعن منذ عقود، إذ أجري أول تحليل لعينة من عسل السدر اليمني الذي تشتهر به دوعن عام 1937م قام بها المعهد الملكي البريطاني، لخصت النتائج أن العسل الدوعني صنف من أصناف العسل ذي اللون الذهبي والحلاوة الشديدة ومميز الطعم والرائحة، وفق ما أشار إليه بائع العسل "عبدالله باضريس"، مضيفاً في حديثه مع "نيوزيمن"، إن العسل الطبيعي يمكن التعرف إليه من خلال رائحته القوية ولونه وطعمه ويختلف مذاقه من نوع لآخر ويستخدم لعلاج أمراض معينة. 

فيما أبان "سالم بايزيد" خلال لقائه مع مراسل "نيوزيمن" في سوق العسل وسط مدينة سيئون مركز وادي حضرموت، أن للنحل مواسم رئيسية لإنتاج العسل الحضرمي منها موسم السدر الذي يبدأ من شهر أكتوبر ويستمر إلى منتصف شهر نوفمبر وقد يتقدم قليلاً أو يتأخر، وموسم السمر ويبدأ في الفترة من مايو إلى يونيو ويعد في الدرجة الثانية بعد السدر ويمتاز بمرارة نسبية وطعم مميز، أما موسم المَرْيَة أو المراعي ويبدأ بعد موسم السمر أي من شهر يوليو إلى شهر سبتمبر وتعتمد جودة هذا العسل على هطول الأمطار في توقيت لا يُعد موسماً لهطول الأمطار بحضرموت. 

وتتفاوت أسعار العسل الحضرمي من عسل السدر الدرجة الأولى ويصل سعر الكيلو إلى 2000 ريال سعودي والدرجة الثانية لـ1400 ريال سعودي ويتم تصديره الى بلدان الخليج العربي وشرق آسيا وجنوب إفريقيا ومختلف دول العالم. 

مع تعدد الاستخدامات للعسل الدوعني إلا أن الطريقة التقليدية في جني العسل لا تزال سارية في وادي حضرموت رغم ازدياد الطلب عليه في الأسواق العالمية، ما يجعل المنتج في تحدٍ للحفاظ على مواصفاته ومعاير جودته في ظل ضعف مراقبة الدولة.