الدكتور ياسين نعمان يكشف دوافع إيران من تعيين سفير لدى الحوثيين

السياسية - Tuesday 20 October 2020 الساعة 10:50 pm
عدن، نيوزيمن:

اعتبر الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن لدى بريطانيا، تعيين "سفير" للنظام الإيراني لدى جماعة الحوثيين، تحدياً ينم عن خطة لاتباع خطوات تصعيدية قادمة.

وقال الدكتور ياسين، في نشر له على صفحته في "الفيسبوك"، "لا تكمن المسألة هنا في انتهاك النظام الإيراني للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، فهذا مما لا توليه إيران اهتماما منذ أن بدأت بتوريد السلاح والاعداد لإغراق اليمن في كارثة الانقلاب والحرب، المسألة هي أن إيران قررت أن ترمي بكل ثقلها لتحدي إرادة اليمنيين في إحلال السلام والاستقرار وبناء دولتهم". 

وأضاف "ما قامت به إيران هو تحدٍ ينم عن خطة لاتباع خطوات تصعيدية قادمة، هذا التحدي الذي لا يجب أن تتوقف مواجهته عند مستوى مطالبة المجتمع الدولي بالإدانة وإنما في العمل على تغيير المعادلة". 

واستطرد الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني قائلا "لا بد أن ندرك أن هذه الخطوة ستفتح ثغرة في جدار المواجهة، ستتسلل منها تحديات كثيرة، ما لم تكن المواجهة معها بنفس التحدي الذي تريد به إيران أن تقهر الشعب اليمني لتفرض هيمنتها على أرضه".

ورأي في الوقت ذاته ان هذه الخطوة تؤكد تدخل إيران لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، وأن الحوثيين مجرد أدوات على هذا الطريق ضمن أدوات منتشرة في المنطقة، سخرت نفسها لصالح مشروع طائفي تفكيكي هدفه إرباك الشعوب العربية وضرب تماسكها وعمقها الوطني. 

وقال الدكتور ياسين "عملت إيران طوال السنوات الماضية على إنكار أي دور لها في اليمن، مستهلكة كل ما يقدمه هؤلاء من أدلة تشكيك يجري تسويقها في الدوائر الدبلوماسية الأجنبية على صعيد واسع، حتى إن البعض كان يسأل عن دليل ملموس على "الادعاء" بتدخلها إلى جانب الحوثيين". 

واستدرك قائلا: "وكان تعيين "سفير" لجماعة الحوثي لدى طهران بداية كشف الأوراق على نطاق أوسع، غير أنه سرعان ما جمد الموضوع إعلامياً لامتصاص أي رد فعل، بالرغم من استمرار التعيين". 

وربط سفير اليمن لدى بريطانيا بين تعيين سفير إيراني في صنعاء وضغوط واشنطن القصوى على طهران وبين تصعيد الحوثيين مؤخرا لخروقاتهم لوقف اطلاق النار في الحديدة ومغامراتهم باتجاه مارب. وقال "كان اتفاق استوكهولم قد استلزم تهدئة على الصعيدين العسكري والسياسي بعد أن تعرض الحوثيون في جبهة الحديدة لضغوط عسكرية كبيرة، فضلت معه إيران أن تختفي من المسرح السياسي وأن تلعب على المسرح العسكري بتغيير معادلات هامة على الارض".

وتابع "وكان خرق الحوثيين لاتفاق ستوكهولم القاضي بتوفير الشروط الضرورية لمواصلة وقف الحرب في كل الجبهات وصولاً إلى ترتيبات ملائمة لعملية السلام بمثابة استجابة لحاجة إيران المتعلقة بدوافع خاصة بترتيب أوضاعها الدولية بعد وقف العمل باتفاقية مشروعها النووي من قبل أمريكا، والتشكيك في نواياها بوقف إنتاج القنبلة الذرية مستفيدة من الثغرات التي شملها الاتفاق". 

ومضى قائلا: "وكان مقتل سليماني قد حرك لدى الإيرانيين نزعة توسيع الاضطرابات في المنطقة باعتقاد أن ذلك سيدفع قوى عديدة، مراعاة لمصالحها في هذه المنطقة، أن تضغط باتجاه تسويات تكون قاعدتها حماية المصالح الإيرانية".

وأشار إلى أننا شهدنا حينذاك العمليات العسكرية المغامرة التي اتجهت شرقاً باتجاه نهم والجوف وانكسرت في مأرب، مثلما سبق وانكسرت في الضالع.

وخلص الدكتور ياسين إلى القول "انكسار الحوثيين في مأرب والضالع قلب الطاولة على إيران، وخاصة حينما أخذت جماعة الحوثي تتخبط، ويشتد الضغط عليها على أكثر من صعيد، وهو ما حدا بالنظام الإيراني إلى استخدام آخر أوراقه واللعب على المكشوف بتهريب أحد جنرالاته إلى صنعاء لتسميه "سفيراً"، بينما مهمته هي إدارة التمرد الذي بدأ يتفكك وتنخر الصراعات أجنحته المتعددة".