معصرة "متيله" للسمسم.. تراث شعبي يقاوم التكنولوجيا

المخا تهامة - Friday 06 November 2020 الساعة 01:53 pm
حيس، نيوزيمن، حسام بكري:

تعتبر معاصر زيوت السمسم من المعالم التراثية للبلاد، إذ يصل عمر بعضها لمئات السنين، وما زالت محافظة على أصالتها، وتعد مدينة حيس بالحديدة، من أهم وأجمل المدن التهامية، التي تتميز بطابعها الأصلي، وتشتهر بالصناعات الحرفية واليدوية، وتتميز بمعاصر السمسم التي تعد من الترتث ولا تزال لم تندثر رغم التطور التكنولوجي.

معصرة "متيله"، التي ورثها الحاج "عبده سليمان متيله" عن والده وأجداده، واحدة من المعاصر التقليدية في مدخل مدينة حيس مقابل مدرسة النهضة، منذُ أكثر من 40 عاماً، بعد أن عمل مع والده المرحوم، واكتسبها مهنة للعيش الحلال.

يصحو الحاج "عبده متيله" البالغ من العمر قرابة الـ65 عاماً، مبكراً لهذا العمل الذي يبدأ فيه تضاريس حياته اليومية، ابتداءً من الساعة الـ7 صباحاً، الذي يقوم فيها لتجهيزات آلة العِصارة وتركيب الأدوات التي تستخدم للربط على ظهر الجمل ويقوم بجرها للدوران والعصر، وتنتهي هذه المهمة في الـ3 عصراً.

وفي الساعة 8:00صباحاً يقوم الحاج متيله، بأخذ كميات من السمسم ويضعها في العصارة، التي يقوم بعصرها الجمل عن طريق الدوران، بعد أن يتم فيها إغماء عيون ذلك الجمل حتى لا يشعر ذلك الحيوان الذكي بأنه مخدوع ومغلوب على أمره، وهو يدور حول نفسه، ليستمر في طريقة الدوران الذي يظن من خلالها بأنه يقطع مسافات بعيدة لإنتاج أشهى والذ زيت طبيعي يستخدم للوجبات والطهي ويستخدم ايضاً وصفات علاجية للطب الطبيعي.

ينتج متيله، يومياً عن طريق هذه الآلة الشعبية ما بين 30 إلى 20 لتراً من زيت السمسم الطبيعي، الذي يتوافد إليه الناس من كل المديريات والقرى المجاورة لحيس للشراء منه، ويصدر محلياً لبعض من المحافظات اليمنية، وكذا لبعض الدول من ضمنها المملكة العربية السعودية الذي يقوم بتصديره المسافرون ويتبادلونه للهدايا واكرام من يحبون.

وتتواجد في حيس أكثر من معصرة لزيت السمسم فيما البعض منها اندثر والبعض يقاوم بالحداثة، ولا يزال هذا الحاج متمسكاً بهذه المهنة المكتسبة، ويمارس عمله بنشاط وحيوية، ويتقن عمله بدقة، ولم يؤثر عليه كبر سنه الذي نقش فيه الزمن تجاعيد مرارة الحياة وقسوتها وضعف بصره، إلا أنه لا يزال يقاوم بالتمسك بهذه العادات والتقاليد.