فتاوى الحوثي تعيد شلل الأطفال لليمن بعد 17 عاماً على زواله

تقارير - Tuesday 01 December 2020 الساعة 12:00 pm
نيوزيمن، تقرير، خاص:

يكافح اليمن مجدداً عبر حملات التحصين الموسعة لمنع تفشي فيروس شلل الأطفال الذي عاد للظهور في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بعد 17 عاماً من تخلص البلد منه.

وفي الأيام الماضية، نفذت حملة وطنية لتطعيم الأطفال ما دون سن الخامسة ضد هذا الفيروس في مناطق سيطرة جماعة الحوثي -ذراع إيران في اليمن- في حين ستنفذ حملة مماثلة في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً الأسبوع المقبل، وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية.

وتستهدف الحملة التي تنفذ بدعم من منظمتي الصحة العالمية واليونيسف تطعيم 5.5 مليون طفل دون سن الخامسة عبر مراكز صحية ثابتة وفرق تحصين متنقلة (من بيت إلى بيت).

وتخلص اليمن من فيروس الشلل تماماً منذ عام 2006م وحصل على شهادة خلوه من هذا الفيروس من قبل منظمة الصحة العالمية عام 2009م.

غير أن منظمة اليونيسف أعلنت في أغسطس الماضي عن رصد حالات اصابة مجددا بالفيروس في مناطق نائية في شمال غرب البلاد لم تصلها اللقاحات منذ فترة طويلة.

وأضافت "تحديات كبيرة وتعطيل في شحن عينات البراز من اليمن أثناء العامين الماضيين أدت إلى تأخر تحديد المرض... معوقات محلية، منها الأمن، تحد من تطبيق بروتوكول التحصين من بيت لبيت الموصى به دوليا".

بينما تكتمت مليشيا الانقلاب في حينه عن عودة هذا الفيروس إلى مناطق سيطرتها التي ترزح تحت أوبئة فتاكة متعددة وفقر مدقع جراء تداعيات الحرب منذ انقلابها المسلح في 21 سبتمبر 2014م.

وتفيد مصادر صحية في صنعاء لنيوزيمن، أن عودة الشلل إلى مناطق الحوثيين لا يقتصر سببه إلى منع تنفيذ حملات التطعيم الروتينة وإعاقة وصول فرق التحصين لمختلف المناطق فحسب، بل إلى ما اصدرته قيادات دينية ومشرفون حوثيون من فتاوى "تحرم تطعيم أطفال اليمن بلقاحات يصنعها اليهود والنصارى" وما تروجه من إشاعات أخرى تدعي بأن اللقاحات "تسبب العقم للمسلمين ومضاعفات قاتلة وتعتبر ذلك امتدادا لمؤامرة يهودية تسعى لابادة المسلمين ومنع تكاثرهم"، محذرة أن الوضع الوبائي خطير لتفشي أوبئة متعددة في وقت واحد بما فيها الأمراض الستة القاتلة للأطفال في مناطق الحوثيين لكنهم يتكتمون عليه كدأب ثابت للجماعة الانقلابية حتى لا يظهر للعالم المأساة التي يعيشها ملايين اليمنيين الواقعين تحت سيطرتهم.

وزير صحة الحوثي يعترف بتحريم التحصين

وضمنياً اعترف خطيب جامع الحشوش، طه المتوكل، الذي عينته مليشيا الحوثي وزيرا للصحة في حكومتها الانقلابية بوجود إشاعات تحريضية ضد تحصين الأطفال دون الإشارة إلى الفتاوى الدينية التي أصدرها مشايخ دين في الحركة.

وبعد اتهامات وجهتها حكومة الشرعية للحوثيين بتحمل مسؤولية عودة شلل الأطفال وعرقلة تنفيذ التطعيم اضطر الوزير الحوثي طه المتوكل الذي يعد من القيادات الحوثية التي درست في حوزات علمية شيعية بإيران للخروج بتصريح يحث الآباء والأمهات على تحصين الأطفال ضد شلل الأطفال في هذه الحملة التي استمرت من يوم السبت إلى الاثنين.

وقال "لا علاج لهذه الأمراض القاتلة إلا بالتحصين والتطعيم لإنقاذ الأطفال منها، وعلى الآباء والأمهات عدم الاستماع للشائعات المغرضة التي تستهدف حملات التحصين واللقاحات بكونها تأتي من الخارج وأنها غير آمنة".

ويضيف "إن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وأن اللقاحات آمنة وتخضع لرقابة عالمية، ولا يوجد أي مضاعفات نتيجة التحصين كما يروج له البعض". وفقا لما نقلت عنه وكالة سبا الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين.

وتهرب وزير الصحة الحوثي من الاعتراف بظهور شلل الاطفال في مناطقهم وبرر حملة التطعيم الحالية لظهور اصابات في دول اخرى.

وقال "إن هذه الحملة الطارئة تأتي في ظل استمرار ظهور حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري في بعض بلدان العالم ما عزز من خطورة الفيروس على اليمن لاسيما في الظروف الحرجة الراهنة التي تمر بها نتيجة استمرار العدوان والحصار"، حد زعمه.

وحسب إحصائيات دولية فلا توجد إصابات لشلل الأطفال حاليا سوى في أفغانستان وباكستان إلى جانب اليمن بينما بقية دول العالم تخلصت منه.

وفيما اعترف المتوكل بوجود وفيات نتيجة عدم التحصين والتطعيم للأطفال، غير انه حمل الجميع مسؤولية الإهمال في تحصين الأطفال ووقايتهم من الأمراض.. في محاولة لتخليص جماعته من الاتهامات الموجهة إليها بعرقلة التحصين.

وكان وزير الصحة العامة والسكان في الحكومة الشرعية، الدكتور ناصر باعوم، أعلن في وقت سابق عن تسجيل 16 إصابة جديدة بشلل الأطفال في معاقل جماعة الحوثيين بصعدة.

وقال "إن الحوثيين منعوا وزارة الصحة خلال الأعوام الثلاثة الماضية من تنفيذ حملات تحصين ضد شلل الأطفال في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم".

وتوقع وزير الصحة في حكومة الشرعية أن تكون الإصابة بفيروس شلل الأطفال قد انتقلت من محافظتي صعدة وحجة إلى محافظات مجاورة، خاصة عمران والمحويت، محملاً جماعة الحوثيين مسؤولية عودة ظهور الفيروس وتفشيه، بعد أن كان اليمن قد أعلن، في 2006، تخلصه نهائياً منه ولم يعد يسجل أية إصابات.

يُشار إلى أن فيروس شلل الأطفال مرض فيروسي حاد شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن، ويصيب عادة الأطفال دون سن الخامسة من العمر ويسبب للمصاب شللا دائما طول حياته.