لم تكتف بدعم الجماعات الإرهابية.. كيف تسرق قطر الآثار اليمنية؟!

السياسية - Wednesday 24 February 2021 الساعة 06:55 am
عدن، نيوزيمن:

بينما يستمر الحوثي في ممارسة الفساد والتخريب والإجرام ضد اليمنيين في اليمن وبدعم من الشقيقة اللدودة التي لم يقترف اليمنيون في حقها شيئاً، الشقيقة ذاتها التي تدعم جماعات دينية في اليمن لعمل معسكرات تابعة للجماعة هدفها تقويض المقاومة ضد مليشيا الذراع الإيرانية في اليمن.

وبينما تستمر هذه الدولة ومشايخها في دعم الجماعات الإرهابية الأخرى في اليمن ك"داعش والقاعدة"، كان أمير قطر الأب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وما يزال يمول عصابات إجرامية أخرى تستهدف اليمن واليمنيين ولكن هذه المرة في حضارة البلد وتاريخه وآثاره ومآثره. 

في منطقة "مريمه" بمدينة سيئون كانت الجريمة التي أشرفت عليها مؤسسة الشيخ حمد آل ثاني، حيث نهبت العصابة من موقع أثري تمثالاً يمنياً سبئياً لوعل عملاق يعود تاريخه إلى الألف الأول قبل الميلاد تقريباً، بسرعة البرق ورغم أن المكان الذي يقع فيه الموقع محظور دخوله أمنياً، ويصعب الوصول إليه لخطورته تم تهريب التمثال منه إلى قطر وبسهولة تامة رغم ضخامته. 

يرتبط الوعل بالطقوس الدينية اليمنية قديماً، ويعتبر حيواناً مقدساً لدى القدماء الذين كانوا يقدمونه نذوراً للآلهة ك"عثتر" وإله الشمس، ووجدت المذابح السبئية التي كانت تذبح وتقدم الوعول عليها للآلهة، وعثر على كثير من هذه المذابح في معبد اوام بمارب وفي الجوف وفي حضرموت وكثير من المناطق التي خضعت للدولة السبئية.

تكرر نقش الوعل في معظم المنحوتات الضخمة التي كتبت بالمسند وبات الوعل رمزاً للحضارة اليمنية ككل.

لم يكتف الأمير القطري السابق ووالد الأمير الحالي بدعم قتلة الشعب اليمني والإسهام في تدمير اليمن، ولكنه تجاوز ذلك للاتجاه نحو تجريف الحضارة اليمنية وسرقتها. 

قالت الملكة بلقيس، كما جاء في محكم التنزيل: {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة}. وهكذا فعل أمير دولة لا تساوي مساحتها مديرية واحدة من مديريات اليمن الكبير، مع فارق أن تصرفه هذا لا يوحي إلا بسلوك الصغار الذين يحاولون طمس ضوء الشمس عبثاً إزاء محاولة تجريف حضارة تطاول التاريخ بغية منه صنع دور تاريخي لبلد لم يوجد على الخارطة إلا ساحلاً لاستراحة جمال وخيول اليمنيين المسافرين إلى شتى بقاع الأرض، ظناً منه أنه بماله سيصنع التاريخ، وقد دخل التاريخ وهو يسرق التاريخ من بلد يترنح جراحاً وأوجاعاً وكأن ذلك لم يكفه حتى يتجه الأمير الثري لسرقة آثاره. 

بكل وقاحة صَدَّرت مؤسسة حمد التمثال إلى "متحف قلعة فونتينبلو" بفرنسا لعرضه هناك باسم المؤسسة في العام 2018، لكن من سوء حظ المؤسسة أن القناة الثانية الفرنسية كانت تجري تحقيقاً حول الآثار المهربة من البلدان التي تشهد حروباً، ولفت نظرها هذا التمثال الذي أتى يمثل دولة لا ينتمي إليها.

وبعد مساءلة مؤسسة آل ثاني حول هذه القطعة، وفقاً للقناة الفرنسية، طار التمثال مغادراً فرنسا باتجاه اليابان لعرضة هناك في طوكيو لدى المتحف الوطني الياباني في العام 2019 باسم المؤسسة القطرية.

قبل مغادرة القطعة فرنسا وبالتعاون مع القناة الفرنسية أبلغ باحث فرنسي يدعي "شيتيكات" المتحف الفرنسي أن مصدر القطعة غير شرعي وأنها قادمة من منطقة أثرية في سيئون -حضرموت- شرق اليمن يصعب الوصول إليها من قبل الاثاريين أمنياً، 

وأضاف الباحث شتيكات: إن المعبد الذي جاء منه التمثال يقع في وادٍ لا يمكن للبعثات الأثرية الدخول إليه بسبب عمليات الاختطاف، مشيراً أن الشخص الوحيد الذي تمكن من زيارة المعبد هو يمني التقط صوراً للموقع تكشف آثار حفريات سرية. 

"الاختطاف" و"الحفريات السرية" بعيداً عن العامة وخطورة المكان المخصص لجماعات معينة يكشف بجلاء توظيف عصابات منظمة مسيطرة على المنطقة تقوم بهذه المهمة.

مهمة التخريب والتهريب لصالح أرباب المال والإجرام الذين لا توجد كارثة حلت أو تحل قي اليمن إلا ولهم يد طولى. ولا يزالوا يفعلون.