"فقد جميع الأوراق السياسية"..

تقرير: "هادي".. رئيس طلب هزيمة الحوثيين فهزمه الإخوان

الجنوب - Thursday 10 June 2021 الساعة 07:52 am
نيوزيمن، اليوم الثامن:

بات الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، فاقدا لكل الأوراق السياسية في مواجهة الحوثيين الموالين لإيران الذين أصبحوا يمتلكون أوراقا سياسية وعسكرية ودعما من بعض الأطراف الإقليمية التي تسعى لوضع نهاية للحرب المدمرة في اليمن المضطرب منذ نحو ثلاثة عقود.

لم يحظ أي رئيس يمني بالدعم الكبير الذي تحصل عليه هادي من حلفائه الإقليميين، لكن حسابات الرجل أخطأت في خلق تحالفات مع تنظيم الإخوان الموالي لقطر، والذي تربطه مصالح استراتيجية مع قطر، وهذه المصالح، ساهمت في العام 2017م، في قيام السعودية ودول التحالف الآخر بمقاطعتها على خلفية تورطها في دعم الحوثيين الموالين لإيران.

على مدى سبع سنوات، وهادي يدعو الحوثيين إلى السلام، على الرغم من أن قواته المدعومة سعوديا لم تحقق أي تقدم على الأرض، تجبرهم على التفاوض، بعد أن أصبحت تلك القوات في قبضة الإخوان، حلفاء الرئيس الجدد.

مع بداية العام 2020م، فقد هادي كل شيء على الأرض، بعد أن حرف حلفاؤه مسار الحرب صوب الجنوب، باجتياح محافظة شبوة النفطية المحررة من أذرع إيران والتنظيمات الإرهابية، في أغسطس (آب) 2019م.

وقد مثلت معركة السيطرة على شبوة انحرافا في مسار الحرب اليمنية، وحاولت السعودية تلافي هذا الانحراف ودفعت باتفاقية الرياض التي وقعت عليها حكومة هادي، الا ان الإخوان ردوا على تلك الاتفاقية بتسليم مدن واسلحة ضخمة للحوثيين، الأمر الذي أدى قيام السعودية بإطلاق مبادرة من طرفها، رفضها الحوثيون لاحقاً، وطالبوا بوقف الغارات الجوية وفتح مطار صنعاء.

خلال العام الماضي، حاول حلفاء هادي السيطرة على عدن، وشنوا حربا واسعة على العاصمة، الا ان القوات نجحت في التصدي لهم واجبارهم على التراجع، قبل ان تعود الرياض بإطلاق نسخة ثانية من اتفاقية الرياض، نجحت على اثرها في فصل القوات المتحاربة عن بعضها، لكن هذا لم يدم طويلا، فقد غير حلفاء الرئيس اليمني من استراتيجية المواجهة إلى تنفيذ عمليات بصفة تنظيم القاعدة في أبين وشبوة، الا ان هذه الاستراتيجية العسكرية، ساهمت في توريط هادي بالمزيد من الأدلة، التي تثبت تورطه بالتحالف مع التنظيمات الإرهابية "القاعدة وداعش"، وهو ما لم ينفه هادي ولا إدارته المقيمة في قصر بالعاصمة السعودية الرياض.

خلال السنوات الماضية، وضعت الخزانة الأمريكية، مسؤولين موالين لهادي، على قوائم الإرهاب، ومنعت عنهم السفر وتجميد أرصدتهم البنكية، وجميعهم من تنظيم الإخوان الممول قطرياً.

منذ أواخر مارس (آذار) 2015م، لم تحقق القوات الموالية لهادي أي تقدم ضد الحوثيين، مقارنة بالقوات الجنوبية التي لم تخضع له اطلاقاً وخاضت الحرب في الجنوب ضد الأذرع الإيرانية بشعار تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني، فالجميع في عدن والمدن الأخرى، قاتل الانقلابيين تحت راية علم الجنوب الذي يعمل هادي على عرقلة عودة الدولة الجنوبية بدعوى ان دعواتهم "انفصالية"، على الرغم من ان ادارته خاضت مفاوضات مع الحوثيين على اعتبار انها صاحبة الانتصار في الجنوب، وهذا الأمر غير صحيح بالمطلق.

ولكن مع ان الجنوب هو صاحب الانتصار الوحيد ضد الحوثيين، الا ان حلفاء الرئيس اليمني المنتهية ولايته، استغلوا سلطته في مناهضة الجنوبيين، فلم يمر نحو عام ونصف على تحرير عدن، حتى بدأ الأحمر مرحلة التخلص من الجنوبيين من خلال ازاحتهم من السلطة، بدعوى انهم انفصاليون، بل انه اختار الـ27 من أبريل (نيسان) 2017م، لعزلهم من مناصبهم في رئاسة السلطة المحلية في عدن ومدن الجنوب الأخرى، واختيار هذا التاريخ ليس مصادفة، فهو اليوم الذي اعلن فيه رئيس النظام السابق الحرب على الجنوب في العام 1994م.

وبعد صعود الأحمر الى الرئاسة اليمنية في مطلع العام 2016م، تصاعدت اعمال العنف والعمليات الإرهابية في الجنوب، وظل الأحمر في دائرة الاتهام برعاية الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وهو ما لم ينفه الأحمر عن نفسه اطلاقاً.

ثلاث سنوات كانت كفيلة ليدفع الإخوان هادي، للتمترس ضد الجنوبيين الذين احتضنوه عقب فراره من صنعاء في فبراير (شباط) 2015م، إلى عدن

وتسببت اعمال العنف والاغتيالات التي طالت قيادات عسكرية ومدنية جنوبية بارزة في تصاعد اندلاع مواجهات مسلحة مع القوات الجنوبية، ضد القوات التي قالت حينها انها محسوبة على قوات حرس هادي، لتنتهي تلك المواجهة بطرد القوات المحسوبة على هادي من عدن ولحج وأبين.

حاولت السعودية بكل ثقلها احداث حالة توازن، الا ان الأزمة الخليجية والعربية مع قطر، ساهمت في انفراد الاخوان بالقرار الرئاسي وتجييره لمصلحة النفوذ القطري، لتجد الرياض نفسها مرغمة في مطلع العام الجاري 2021م، على توقيع اتفاقية مصالحة مع الدوحة.

لم يمتلك هادي أي أوراق سياسية لمفاوضة الحوثيين، فالجنوب المحرر لا يخضع كله بيد هادي، فحتى وادي وصحراء حضرموت خاضع لقوات يبدو من تحركاتها انها موالية للحوثيين، لكن لم تعلن ذلك صراحة، ناهيك عن ان هادي يمتلك "فقط شارعا رئيسا في مأرب وآخر في تعز"، دون ذلك اليمن الشمالي في قبضة الحوثيين الذين ارتفع سقف مطالبهم إلى رفع الحصار ووقف الغارات الجوية، دون "قيد أو شرط".

وبالنظر الى خريطة المعركة خلال السبع سنوات الماضية، يتبين ان من هزم هادي وقلص نفوذه ليس الحوثيين وانما حلفاؤه جماعة الاخوان التي سلمت المدن وأسلحة التحالف العربي لأذرع إيران، في صفقة سياسية وعسكرية، هدفها الضغط على الرياض لرفع الحصار والمقاطعة الخليجية والعربية للدوحة، دون الأخذ بالاعتبار "مستقبل هادي كرئيس او كطرف مفاوض في مفاوضات الحل النهائي".

وهو ما يؤكد ان هادي قد خسر الحرب "عسكريا وسياسياً" ليس بقوة الحوثيين، ولكن بفعل "الحلفاء" الذين انقسموا بين المعسكرين المتضادين "السعودية وقطر".


• نقلا عن اليوم الثامن